القاعدة أنه لا تدخل أو وصاية علي قرار من يدفع فاتورة الدم طواعية .. ولكن ..من حقنا أن نتساءل عن أسباب وجدوي إختيار السنوار رئيسا ..؟.
هل يعكس ذلك عجزا في مستويات القيادة السياسية لدي حماس ؟؛
أم هو إعلان عن موقف متشدد من أي خيار آخر ؟
ورغم عبثية التفاوض مع أمثال نتنياهو ، ما هي الرسالة الموجهة للرأي العام الدولي بشأن إستعداد الفلسطينيين لممارسة السياسة إلي جانب المقاومة ؟.
في ظني أن هناك قيادات سياسية قديرة ، مثل خالد مشعل ، علي الأقل خارج الحصار ، وتستطيع التحاور مع العالم .
السنوار مقاتل شجاع ذكي ، ولكنه ليس “هوشي منه ” لأسباب عديدة .
حين كان المناضلون في جنوب إفريقيا يخاطبون الرأي العام الدولي كانت الصورة الغالبة هي صورة ” نيلسون مانديلا ” المبتسم ، رقيق الحاشية ، القابع في سجن جزيرة ” روبن آيلاند ” لأعوام ، والذي كان ينادي بالمقاومة السلمية فترة طويلة.
معارك الشعوب التي قاومت الظلم ، تلعب فيها السياسة ومعركة الصورة دورا كبيرا ، فهكذا كانت الجزائر التي قدمت أثناء القتال في الجبال وجه بن بيلا وليس بومدين ، وفييتنام التي قدمت هوشي منه ، والهند التي قدمت الوجه الطيب والصوت الخفيض لغاندي ..إلخ .
السياسة والدبلوماسية سلاح هام في أي معركة ، وبنفس القدر تلعب البندقية دورها الحاسم ولها رجالها وجنرالاتها .
قبل وصول النتن ياهو لحكم إسرائيل ، كان الكيان الصهيوني يراعي دائما تقديم وجوه لينة متسامحة تتحدث بشكل ناعم كي تكسب الرأي العام ، وتغسل الجرائم التي يرتكبها الجنرالات حتي ولو أدي ذلك إلي إعتذار ، أو حتي محاكمة بعض الضباط .
ولقد هالتني ردود أفعال ( لا أشكك في حسن نواياها ، وإخلاصها ، بل وفهمها ) ، التي تخلط بين تعبيرات الغضب والإنتقام ، وبين العمل العام خاصة في الإطار الدبلوماسي .
القاعدة الذهبية هي أن ” صحن الإنتقام ، يؤكل باردا ” ..أو هكذا أظن ، وربما كنت مخطئاً..
معصوم مرزوق