على أيِّ حِلمٍ بَسطتَ المَغاني
تنازِعُنا في الحياةِ الأغاني
على شجَرٍ أخضرٍ في القوافي
يُثيرُ شجًى ثائراتِ المعاني
بِنَا مُورقاتٌ بما نشتهيهِ
على قلقٍ مُزمِنٍ في الزَّمانِ
ولا نلتقيكَ إذا ما التقينا
سوى في أغانيكَ بالمهرجان
إذا الشعرُ يوما ويكفيهِ يومٌ
بهِ القلبُ والضوءُ مضطرِبان
سنقطفُ لونَ البساتينِ جهرًا
ونسري بهِ دائمَ الخفقان
لماضٍ بنا مُقبلٌ في انتظارٍ
نكُونُ بهِ شاعريَّ الأماني
فيا شاعري عتمَةٌ عاوَدتنا
فضلَّ الطّريقُ عَنْ اللّمعان
على وُسْعِنا الحبُّ يجري ولكنْ
جرتْ في دمانا هُبوبُ الجبانِ
ويا شاعري وردةٌ للشهيدِ
وأُخرى لنسرٍ بعيدٍ يُعاني
سألتُ المُغنّيَ يُهديكَ ليلًا
كثيفًا من المَجدِ والعنفوان
فأشعلَ قيثارَةً وقُدودًا
ونايًا ودُفًّا وعودًا يماني
وألهبَ حلمًا قديمًا تجلّى
على القمحِ والنخلِ والأقحوانِ
وأوقدَ لونَ الخريفِ اعتدالًا
لفوضى السؤالِ على الصولجانِ
ويا شاعري هلْ تراكَ الفصولُ
سوى شاعرٍ عابرٍ للزّمانِ
سباكَ الخلودُ ولا مُرتجى
منْ الخالدينَ عبورَ المكانِ
تعودُ حياةً بلحنِ السواقي
ووشيًا مُحلّى بصدرِ الغواني
تثورُ بكلِّ اللُغاتِ ولا مُنتهى
أشفَّ من الماءِ في الجريان
وفيكَ اشتِباهٌ بمعنى الضجيجِ
إذا ذاعَ صوتٌ وشلَّتْ يدانِ
على سُدَّةِ الريحِ تمضي كأنَّكَ
والرملَ بالريحِ مُمتَزِجانِ
كثيرُ المرايا قليلُ الوجوهِ
ولا وجهَ إلا لَهُ وِجهتانِ
فلا بدَّ أنْ تستَلِذَّ الطريقَ
إلينا وتفنى كأنّكَ فاني
وأنْ تُوسِعَ الأرضَ نحوَ السماءِ
بمقدارِ قلبينِ يختَلِجان
فإنَّ الطريقَ إلى اللهِ حُبٌّ
وإنّكَ أهدى سبيلَ البيان
هُوَ الدَّربُ لولا فسادٌ طفيفٌ
على فاعلٍ قامَ مستفعلان
عسى أنْ يعودَ على نجمتينِ
لَهُ الضوءُ والقلبُ مُنسَجِمان
إبراهيم السالمي