بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر يغمرها الحزن والأسى، ينعى مكتب القسطاس للاستشارات القانونية إلى الأمة الإسلامية والعربية، وفاة أحد أعلام الدعوة والفكر الإسلامي، الأستاذ المربي والمفكر الرائد، الأستاذ عبد المنعم صالح العلي العزي، المعروف باسمه الأدبي محمد أحمد الراشد، الذي وافته المنية بعد عمرٍ مبارك تجاوز 86 عاماً، قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين، داعياً إلى الحق ومدافعاً عن قيم العدل والإيمان.
لقد كان الفقيد رحمه الله نموذجاً يُحتذى به في العطاء والتضحية، إذ صدح بالحق، وكتب بلسانه وقلمه ما يجمع بين عمق الفكر وروعة الأدب، وخلّف وراءه إرثاً فكرياً ومعرفياً سيظل نبراساً للأجيال القادمة.
وُلد الأستاذ عبد المنعم صالح العزي في بغداد بتاريخ 8 يوليو 1938، وتلقى علمه على أيدي كبار العلماء والشيوخ، مثل الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ العلامة محمد القزلجي، ليصبح منارة من منارات العلم والإيمان، وعلماً بارزاً في مجال الدعوة الإسلامية، ورغم هجـرته إلى أوروبا بعد حرب الخليج الثانية، لم يتوانَ عن مواصلة نشر رسالة الإسلام وإثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات القيمة.
كان رحمه الله كاتباً بليغاً، ومفكراً عميقاً، حيث تمكن بأسلوبه الأدبي الراقي من الوصول إلى قلوب الناس، فأصبحت كتاباته مرجعاً لكل من يسعى إلى فهم أعمق للإسلام ومبادئه، لقد كانت مواقفه وأفكاره دائماً تدفع نحو التفكير العميق وتعزيز الفهم وتصقل النفوس وتهذب الأخلاق.
نستذكر قول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
رحل عن عالمنا شيخنا ومربينا، إلا أن ما جاد به قلمه، وما سطّرته روحه، سيظل حياً بيننا، إرثاً فكرياً خالداً يشهد على عمقه وتفرده.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
المحامي عبد العزيز بدر عبد الله القطان
مكتب القسطاس للاستشارات القانونية