التصريحات المتكررة التي ادلى بها يسرائيل كاتس وزير خارجية الاحتلال حول “تدمير مخيم جنين على طريقة ما يحصل في قطاع غزة” انما تأتي في سياق النوايا والمخططات المبيتة المعدة تجاه الضفة الغربية، حيث ان المعركة الجارية المحتدمة على مدار الساعة على امتداد مساحة الضفة هي معركة حياة أو موت على الأرض والتاريخ والوجود، كما ان ما يجري على ارض الضفة الغربية هو بالتأكيد سطو صهيوني مسلح على الأرض والتاريخ والتراث، وهو انتهاك صارخ متواصل لكافة المواثيق والقرارات الدولية، واستخفاف بالأمة والدول والأنظمة العربية واحتقار سافر لها وللقوانين الدولية.. وما يجري تغطية دولة الاحتلال بالقوة الغاشمة..!، ويمكن أن نقول أن تلك الدولة ترتقي إلى مستوى أكبر مافيا لسرقة الأوطان والأراضي والممتلكات على وجه الكرة الأرضية، فما يفعله الصهاينة في هذه الأيام على امتداد مساحة الضفة الغربية، أنهم يشنون حروبًا مفتوحة على الوطن والشعب العربي الفلسطيني، ويشنون حربًا من نوع خاص بهم على الأرض الفلسطينية، تستهدف الاستيلاء الكامل عليها من بحرها إلى نهرها على أنقاض شعبها وحقوقه التاريخية فيها.. وليس ذلك فحسب، فهم يغطون عمليًا السلب والنهب والسطو المسلح والجرائم بالأيديولوجيا والأساطير الدينية؛ فالحاخام ياكوف سافير يعبر عن ذلك قائلًا: “إن الانتقادات الدولية للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية سخيفة، لأن الله هو الذي وعد اليهود بهذه الأرض وعلى العرب أن يرحلوا إلى مكان آخر”. ويضيف: “إن هذه الأرض هي أرض يهودية- إنها ديارنا”.
لكل ما سبق وغيره، تحتاج فلسطين وتحتاج عملية الخلاص من براثن الاحتلال والتهويد إلى وقفة عربية حقيقية -من قبل القوى الحية النابضة بالعروبة والعداء للمشروع الصهيوني- تعيد صياغة الخطاب السياسي والإعلامي وتعيد ترتيب الأوراق والأجندات السياسية الوطنية.
نواف الزرو