تُواصِلُ الضفَّة الغربيَّة إشعال جبهتها الَّتي تتصاعد لليوم الثَّامن على التَّوالي في ظلِّ تعمُّقِ أزمةِ الكيان الصهيوني الَّذي يرتكبُ أكبرَ وأقذرَ جرائمِ التَّاريخ في قِطاع غزَّة، تدفعه قيادته المرتبِكة نَحْوَ الزَّوال، واهِمةً أنَّها بعد أحدَ عشرَ شهرًا من العدوان سوف تُحقِّق أهدافها في ظلِّ تزمُّتِها بكُلِّ المفاوضات السَّابقة، وتواصِلُ عدوانها البربري على المَدَنيِّين الأبرياء من سكَّان القِطاع ولم تتخلَّف الضفَّة الغربيَّة أيضًا عن هذا السِّياق فقدَّمتِ المئات من الشُّهداء منذُ بداية العدوان، ولكن ما يحدُث هذا الأوان في الضفَّة سوف يقلبُ المعادلة رأسًا على عقِب، لا سِيَّما وأنَّ المعركةَ في الضفَّةِ لم تبدأُ بعد، والتَّعويلُ على تصاعُدِ وتيرتِها يتزايدُ مع الوقتِ من خلال توسُّعِ العمليَّات بَيْنَ مُخيَّمات جنين وطولكرم والخليل الَّتي قدَّمت نَفْسَها ـ كالمعتادِ ـ رأسَ الحَربةِ للمقاوَمةِ في الضفَّة الغربيَّة، وهي ـ بلا شَكٍّ ـ لم تتخلَّ يومًا عن رفعِ رايةِ المقاوَمةِ. وهذه الجبهةُ الَّتي تصاعدَتْ في الأيَّام القليلة الماضية هي الَّتي سوف تضعُ حدًّا لهذا الكيانِ المُجرِم المأزوم الَّذي يرتكبُ جرائمَه بدعمٍ دوليٍّ سياسي وعسكري من قِبَل أعتَى قوى الأرض، وقد فَشِلوا في تركيعِ أبطالِ القسَّام وفصائلِ المقاوَمةِ في قِطاع غزَّة، تلك الفئة القليلة الصَّابرة المُحتسِبة الَّتي قدَّمت وتُقدِّم أعظمَ ملاحمِ التَّاريخ بَيْنَ الحقِّ والباطل.
مَن يتأمَّل هذا الصُّمودَ العظيمُ يُدْرك فعلًا أنَّ غرفةَ العمليَّات لمعركةِ طوفان الأقصى متَّصلة بالسَّماء، وتستمدُّ تأييدَها من قِبَل المَولَى ـ عزَّ وجلَّ ـ وهي تخوضُ إحدى معاركِ الله الكُبرى الفاصلة، وما يَعْلَمُ جنودَ ربِّك إلَّا هو، هكذا عِندما تَسمُو الإرادة وتُنفَّذ تعليمات الله سبحانه، فكُلُّ ما يحدُث اليوم وما يُعاني من الأشقَّاء العرب والمُسلِمين من خذلانٍ لأعظمِ وأقدَسِ قضيَّة ربطَها الله بوعْدِ الآخرة لِيتحقَّقَ وعْدُ الله، وهي بداية الزَّوال والصَّهاينة يعيشون أكبر أزمة بعد (77) عامًا على قيام كيانِهم المزعوم الَّذي يشتدُّ عَلَيْه الخِناقُ مع إكمالِ العَقدِ الثَّامن ومُبشِّرات الزَّوال تتجلَّى وهي واضحةٌ لِمَن يقرأُ المشهد الفلسطيني المقاوِم.
الأبطالُ من أبناءِ الضفَّة الغربيَّة النِّداء عَلَيْكُم والرِّهان عَلَيْكُم بالانتصار لقضيَّتِكم وتحرير مُقدَّساتِكم، وهي ـ للأسف ـ مُقدَّسات أُمَّة عجزتْ أن تنهضَ لِتُقدِّمَ نَفْسَها في أعظمِ ملاحمِ التَّاريخ. نَعم أنْتُم رجالُ الله وقد توَّجَكم اللهُ بتاجِ النَّصرِ، وقد فُزتُم فهنيئًا لَكُم، قال تعالى: «يا أيُّها الَّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا» إنَّما النَّصر صَبرُ ساعة، فوسِّعوا عمليَّاتكم وضرباتِكم القاتلة الَّتي تردعُ هذا العدوَّ المُجرِم وتُرغمُه على الانسحاب وتُنكِّس راياتِه وتُعمِّق أزمتَه، قال تعالى: «إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنْفُسَهم وأموالهم بأنَّ لَهُمُ الجَنَّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عَلَيْه حقًّا في التوراةِ والإنجيلِ والقرآن ومَن أوْفَى بعهدِه مِن الله فاستبشروا ببيعِكُمُ الَّذي بايعتُم به وذلك هو الفوزُ العظيم» صدَق اللهُ العظيم .
نَعم القادمُ خيرٌ لقضيَّتِنا في ظلِّ هذه البَيْعة مع الله على إحدى الحُسنَيَيْنِ؛ النَّصر أو الشَّهادة ومَن قدَّم عشرات الآلاف من الشُّهداء طوال أحدَ عشرَ شهرًا لا يُمكِن له إلَّا أن يظفرَ بالنَّصرِ الَّذي وعدَ الله به الصَّابرين المُحتسِبِين.. وها هي عزائمُ الله تتجلَّى في الميدان والأبطال في الضفَّة الغربيَّة يستجيبونَ لصدَى النَّصر في القِطاع، اللهُ أكبر ولله العزَّةُ ولرسولِه وللمؤمنين.
خميس بن عبيد القطيطي