قبل 46 عاما بدأت في منتجع كمب ديفيد في الولايات المتحدة محادثات سرية بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس حكومة الكيان الصهيوني مناحم ييغن يرعاية الرئيس الاميركي جيمي كارتر وهي المحادثات التي افضت الى اتفاق اطار بين الجانبين جرى توقيعه في 17سبتمبر/أيلول، وكان تمهيداً لما سمي بمعاهدة سلام في 26 مارس- آذار 1979.
عقد الحكام العرب رداً على كمب ديفيد قمة في بغداد في اوكتوبر/تشرين اول حاولت ان تثني السادات عن مساره الخطير وذهب خلال انعقاد القمة وفد يرئاسة رئيس وزراء لبنان الراحل قبل ايام الدكتور سليم الحص لاقناع السادات بالتراجع عن هذا المسار الذي لم تشهد المنطقة بعده الا الحروب والفتن بين الاقطار وداخلها.. لأن خروج مصر عن دورها القيادي في الامة والاقليم يفقدهما نقطة التوازن الرئيسية..
ورغم قرارات قطع العلاقات بين الدول العربية بين الدول العربية ومصر.. ورغم اعلان ميثاق العمل القومي بين العراق وسورية على طريق الوحدة والذي لم يكتب له ان يعيش اكثر من عدة اشهر، ورغم قيام جبهة الصمود والتصدي التي واجهت الدول الاعضاء فيها (سورية،العراق ليبيا، الجزائر،اليمن الديمقراطية، منظمة التحرير الفلسطينية،) حروباً وفتناً ادت إلى تعطيل دورها.. لتدخل الامة العربية والاسلامية في عقود مظلمة يمكن ان نطلق عنواناً رئيسياً لها، هو إبعاد مصر عن أمّتها وإبعاد الأمّة عن مصر..
لكن التراجع في هذه العقود لم يحل دون اشراقتين..
اولهما
تحول المقاومة في الأمّة إلى رقم صعب في المعادلة الإقليمية والدولية. خصوصا بعد دعم واضح من القوي الحية في الامة وبعد قيام الجمهورية الاسلامية في ايران ومساندتها الكبيرة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية
وثانيهما رفض جماهير الأمّة وقواها الحيّة، لاسيّما في مصر، لمنظومة التطبيع وتحويل مقاطعة العدو وداعميه إلى حركة شعبية واسعة..
نستعيد تلك الأيام وقت يبدو فيه أن الكيان الغاصب الذي لم يلتزم منذ 1978 حتى اليوم، بالكثير من القرارات، لاسيّما تلك المتعلقة بمعبري رفح وفيلادلفيا واللذين شكّل احتلالها من قبل العدو قبل أشهر انتهاكاً صريحاً لبنود الاتفاقيات الملحقة بمعاهدة “كمب دايفيد” المرفوضة أصلاً من شعبنا العربي، والمتصلة بالمعابر بين غزّة ومصر وحصر الإشراف عليها من طرفين المصري والفلسطيني.
إن عيون أبناء الأمّة كلها شاخصة إلى مصر التي أدركت أن الحرب على غزّة والمستمرة منذ 11 شهراً كانت في أحد أهدافها تهديدا للأمن القومي العربي لأمّتنا، لاسيّما لأمن مصر القومي، وأن الرد المصري مطلوب أن يكون قوياً يصل الى الغاء اتفاقيات كمب ديفيد وان يكون الدعم العربي واٍلاسلامي لمصر أيضاً دعماً ملموساً على عدّة مستويات.
معن بشور
5 / 9 / 2024م