أخي وصديقي العزيز أبو عبدالرحمن .. مضت الأيام والسنين التي جمعتنا في العمل.. وتواصلت العشرة الطيبة فيما بيننا أثناء الخدمة وبعد نهاية الخدمة والإحالة إلى التقاعد برغم بُعد المسافة بين ولايتك بهلاء منطقة(الحبي) تلك المنطقة التي اقترنت بأسمك وبين ولايتنا الخابورة الواقعة بمحافظة شمال الباطنة.. وجدناك أخًا عزيزًا وصديقًا وفيًا ومخلصًا، أحيانًا تأخذنا الظروف الحياتية تريد أن تمنعنا من التواصل، ولكنك تذكرنا بتواصلك الراقي والمستمر معنا لترد فينا روح الألفة والمحبة والاحترام المتبادل، وجدناك بشوش الوجه وطيب القلب وحلو الكلام وكريمًا عند اللقاء، لقد فاجئنا خبر رحليك من الدنيا بتلك السرعة العالية، وعشنا في وقع الصدمة المؤلمة.. في أسرع لحظة فارقتنا أيها الرجل العزيز والأخ الكريم ( سالم ) بعد ما عشنا أجمل وأروع الذكريات معًا، وفي لحظة أصبحنا بلا مجال للتواصل سوى عبر طيف يبدد مسحة الحزن التي تكسو وجوهنا، لقد آلمنا فراقك، وأتعبنا غيابك، ولكن لا سبيل للشكوى، بل تسليمًا بقضاء الله وقدره، وهذه سنة الحياة، وعزاؤنا أنك تركت طيب الأثر، وجميل الذكر، فهنيئًا لك كل هذا الحب الذي زرعته في قلوب أصدقائك ومحبيك، وهنيئًا لك كل دعوة صادقة من قلب مؤمن يدعو لك بالرحمة والمغفرة، وما أكثرهم، فهذا ما زرعته في قلوب أخوتك ومحبيك وأصدقائك، فما أطيب الغرس، وأينع الثمار.. نعم أن القلب ليحزن والعين لتدمع على فراقك الأبدي، ولكن لا نجد ما نقوله سوى أننا فقدناك حقًا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير أن يثبتك عند السؤال ويدخلك الجنة بغير حساب، وأن يلهم أهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.. اللهم آمين يا رب العالمين.
( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
رثاء بقلم: خليفة البلوشي