ماذا تبقى لدينا أيها العربُ
إني ليخجلني للعرب أنتسبُ
فقر وضعفٌ وغدرٌ خسةٌ قرفٌ
ظلمٌ وعارْ هوانٌ ذلةٌ كذبُ
من أين أنتم فلا التاريخ يعرفكم
فالعرب مجد حكاه الدهر والحقب
فنحن أهل المعالي نحن أهل هدى
إنا إلينا رسول الله ينتسب
سماؤنا خُلُقٌ عال وطينتنا
فكر نقي ومن أنفاسنا الأدب
فكل معنى ينادينا لفطرتنا
الحب والدين والتاريخ والكتب
وكل شيء هنا يدعو لوحدتنا
أرض وجرح ومحتل ومغتصب
هلّا اقتربنا إلى بعض لنعرفنا
وبعدها كل خير سوف يقترب
هلّا مددنا إلى بعض يدا بيد
نعيد ما احتله الأعداء أو سلبوا
نقتص كل يد مدت لتربتنا
نعيد ما سرقوا منا وما نهبوا
هلّا جمعنا على قلب عواطفنا
فليس إلا على محتلنا الغضب
دعوا عليًا ذروا عنكم معاوية
فنحن نحن وهم هم أمةً ذهبوا
هيا نعود إلى بدر إلى أحد
فإننا للظى صفين نحتطب
يا من يعلق بالماضين حاضره
تراهم عنك يوم الحسرة انسحبوا
خلوا المذاهب؛ لا أحقاد ذاهبة
إن لم نكن حول دين واحد نثب
ولتتركوا دم ثارات؛ فأي دم
نثيره دونما اسم الله لا يجب
عودوا إلى العروة الوثقى بها اعتصموا
فأي حبل سوى الإسلام ينقضب
نمد نحو يدي طهران أيدينا
ونحو كابل حيث القادة النجب
وفي كراتشي لنا في ديننا جبل
وفي أبوجا لنا شمس لنا شهب
وعين مالي وغينيا بتن في شغف
كأننا هاهنا أم لهم وأب
بأندونيسيا لنا بحر إذا عبرت
أمواجه تنهض الدنيا وتضطرب
لولا اجتمعنا، فكم للوصل من سبب
ومالنا في التنائي والنوى سبب
يا أيها العرب، الأمجادُ نحن لها
وأعين الأرض ترجونا وترتقب
هلم نبعث روح الأمن ثانية
ونمنع الكفر ما جاسوا وما خربوا
نحن السلام الجمال الحب نحن سنا
يزهو به الدهر نحن الفن والطرب
نحن الأمانة والإيمان نحن إذا
كنا يكون الأمانُ، اليُمنُ يا عرب
نحن الذين إذا قدنا كتائبنا
صارت بنا تفخر الألقاب والرتب
حتما بوحدتنا نعلو بأمتنا
وخلفنا الأمم الأخرى لنا ذنب
سيرجع العز سربالا لنلبسه
حتى يكون لنا لا ضدنا الغلب
يا أمة العرب هلّا عدت مفخرة
حتى إليك بكل الفخر أنتسب؟!
هلال بن سيف الشيادي