كيف إسرائيل تغزو الشرق الأوسط بطريقة غير شرعية
ويدعي نتنياهو بأنه يحارب من يحارب إسرائيل
تعتبر التصريحات السياسية والعمليات العسكرية جزءًا من الواقع المعقد في الشرق الأوسط، وهي تعكس مجموعة من الأبعاد التاريخية والجغرافية والديموغرافية. عندما يعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن “إسرائيل تحارب من يحاربها”، فإنه يشير إلى الصراع المستمر مع القوات التي تعتبرها بلاده تهديدًا للأمن القومي، وهو موقف ينظر إليه من قبل العديد من العرب على أنه تبرير للعمليات العسكرية التي تؤدي إلى فقدان الأرواح وتدمير البنية التحتية.أما بالنسبة لعمليات الاحتلال والاعتداءات ضد لبنان، وفلسطين، وسوريا، وأحيانًا مصر، فتستند هذه السياسة إلى مبررات أمنية واستراتيجية، حيث يُنظر إلى السيطرة على الأراضي كوسيلة لتعزيز الأمن الوطني الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن هذه الممارسات تثير انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعاناة في تلك المناطق.
يترافق هذا الوضع مع دعوات كثيرة من مختلف الأطراف للنضال من أجل السلام، ولكن ما يؤخذ عليه هو أن الكثير من الأفعال السياسية والعسكرية لا تتماشى مع الحديث عن السلام، مما يخلق تناقضًا حادًا. وللأسف، فإن التغطية من قبل بعض القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، قد تُفهم على أنها دعم لهذا السلوك، مما يزيد من الشعور بالظلم لدى الشعوب العربية والمقاومة المحلية.
وعلى صعيد العلاقات بين القادة العرب والمسؤولين الإسرائيليين، فإنها تتسم بالتعقيد. حيث يُنظر إلى التحسينات في العلاقات التطبيعية في بعض الحالات على أنها تتجاهل معاناة الفلسطينيين وتاريخ الصراع، مما يعزز من ردود الفعل السلبية في الشارع العربي. إذ يشعر الكثيرون أن هذه العلاقات لا تعكس تطلعات الشعوب العربية في الحرية والكرامة.
من المهم أن نفهم أن الصراعات في المنطقة ليست مجرد صراعات سياسية، بل هي صراعات تتمحور حول الهوية، والثقافة، والحق في تقرير المصير. لذلك، فإن أي حديث عن “السلام” يجب أن يتضمن الاعتراف بحقائق التاريخ وتطلعات الشعوب المتضررة، بالإضافة إلى الجهود الجادة لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوق الإنسان.
د./ جمالات عبد الرحيم