في منتصف ثمانينيات القرن الماضي كنت في زيارة سياحية في إسبانيا ، كنت أفتش فيها عن ذكريات الوجود العربي .
وكانت توليدو ( طليطلة ) إحدي الأماكن التي زرتها وأمضيت فيها قرابة يوم كامل ، ولا أنسي زيارتي الكاتدرائية الضخمة الجميلة ” كاتدرائية دي سانتا ماريا دي توليدو ” ، حيث وجدت أحد المرشدين السياحيين الأسبان يشرح لوفد أمريكي أغلبه من الشيوخ جدارية مزركشة وهو يقول لهم بالإنجليزية أنها آيات من العهد القديم مكتوبة باللغة العبرية ، وذهلت لأن المخطوطة كانت آيات قرآنية باللغة العربية ..
وحاولت شرح ذلك للمرشد باللغة الإسبانية حتي لا أحرجه أمام الوفد الأمريكي ، فكان يعاند ويرد باللغة الإنجليزية مؤكدا انه يقوم بالإرشاد لمدة عشرين عاما في نفس المكان وليس لديه أدني شك فيما يقول ..
أضطررت أن أرد عليه باللغة الإنجليزية وسألته أمام الضيوف عما إذا كان ملما باللغة العبرية ، فأنكر ذلك ، حينها قلت له إنني دبلوماسي مصري ولغتي هي العربية ، وأستطيع أن أؤكد لك أن المخطوط علي الجدار هو آيات قرآنية باللغة العربية ..
وأسقط في يد الرجل الذي وقف مرتبكا وقد تصبب عرقا..وشعرت بالأسي من أجله .
خارج الكاتدرائية اشتريت من محل يبيع التذكارات مجموعة سيوف صغيرة كان البائع يقول كي يسوقها أنها سيوف عربية !!..
عدت وقد أحرزت نصرا صغيرا داخل كاتدرائية توليدو ، وكأنني استعدت ” طليطلة ” ، وفي حقيبتي مجموعة سيوف لم تعد تجدي في القتال .. وشعرت بالأسي علي نفسي !.
معصوم مرزوق