تشهد سلطنة عمان احتفاءً سنوياً خاصاً بالمرأة العمانية تتويجاً لها ولدورها وأثرها المجتمعي الذي تقوم به مما يجعلها ركيزة التقدم والنمو والازدهار للمستقل الذي كانت ولا زالت وستبقى من خلاله العُنصر المُكمل لباقي العناصر المجتمعية في مسيرة البناء المستمر للوطن.
شهدت العقود الماضية نمواً واضحاً في دخول المرأة العمانية مجالات متعددة وأبرزها مجال ريادة الأعمال الذي شقّت طريقها من خلاله لتساهم في ابتكار وتطوير الحلول والمنتجات والخدمات في مختلف القطاعات والمجالات مما أعطاها بُعداً اقتصادياً في تأسيس المشاريع والشركات التي أصبحت اليوم تساهم وبشكل كبير في توفير فرص العمل والتوظيف وكذلك القيمة الاقتصادية المحلية بل وأصبحت هذه المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محطة لتطوير و صقل الموارد البشرية العمانية من الكفاءات الشابة والخريجين والخريجات من خلال ميادين العمل والانتاج التي تتطلب التحسن المستمر والنمو المستدام، ونشهد اليوم في وجود المرأة في قطاع ريادة الاعمال دوراً فعّالاً وذو قيمة وأثر على الاطار العام والتوجه الوطني في تمكين ريادة الاعمال والمنخرطين فيها من أجل أن تكون ركيزة رئيسية في دعم عجلة الاقتصاد الوطني، و وجود المرأة دليل واضح على كفاءتها القيادية والادارية والتنظيمية بشكل عام ومهاراتها وقدراتها العالية بشكل خاص.
لقد قطعت المرأة العمانية شوطاً كبيراً في شتى المجالات، سواء في التعليم أو الاقتصاد أو السياسة، ونجدها اليوم في مقدمة الصفوف كمهندسات، وطبيبات، ومديرات تنفيذيات، وأساتذة جامعات، وسيدات أعمال، لتثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على تحمل المسؤولية وتحقيق الإنجازات التي تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية، ويأتي ذلك نتيجة تمكين المرأة ومنحها الفرص اللازمة لتحقيق استقلالها الاقتصادي والاجتماعي، وتزويدها بالأدوات والمعارف التي تتيح لها المشاركة الكاملة في صنع القرار على كافة المستويات بدءًا من حق التعليم والعمل، وصولاً إلى المشاركة في السياسة والاقتصاد، وحتى اتخاذ قرارات تؤثر على حياتها الشخصية والمهنية.
مع تسارع التطورات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية، يجب أن تكون المرأة العمانية مستعدة لمواكبة هذه التغيرات عبر التعليم والتدريب المستمر اللذان سيشكلان المفتاح الرئيسي لتأهيل المرأة العمانية للعب دور أكبر في المجالات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال والابتكار، ونطمح لأن نرى المزيد من النساء العمانيات في المناصب القيادية، وأن يشاركن بشكل أكبر في صنع القرارات التي ترسم مستقبل الوطن.
ورغم كل ما تحقق، تبقى أمام المرأة العمانية تحديات تحتاج إلى مواجهتها، من أبرزها التوازن بين العمل والحياة الأسرية ما زال من أبرز التحديات التي تواجه الكثير من النساء، إضافة إلى ذلك، تحتاج المرأة في المناطق الريفية إلى مزيد من الدعم والتمكين حتى تتمكن من تحقيق إمكاناتها الكاملة وتساهم في تحقيق الأثر والقيمة عبر ما يتاح لها من امكانيات وقدرات كما عودتنا المرأة العمانية دائماً ما تتغلب على الصعوبات بتصميم وعزيمة رغم كل الارتباطات والادوار الأسرية إلا أنها في تقدم ونمو وتأثير ايجابي نتيجة الدعم المجتمعي الذي يبدأ من الزوج والأسرة والعائلة مروراً بالمسؤول وقادة الأعمال الذي شكل ثقافة قائمة على التحفيز والتشجيع والتمكين مما ساهم تعزيز دور المرأة التربوي والعملي والقيادي والريادي.
المهندسة / هبة الكيومية