تحت مظلة نادي صحار الرياضي، تأسس “فريق التضامن للأشخاص ذوي الإعاقة لكرة السلة” رسميّاً في العشرين من أكتوبر 2021م، ليكون نموذجًا للإرادة والتحدي والتفاني، منذ نشأته بات الفريق يحمل راية الأمل والقدرة على تحقيق الإنجازات على الرغم من التحديات التي يواجهها، يتألف الفريق من ثلاثين لاعباً من الجنسين، يجتمعون على أرض الملعب ليس فقط من أجل الفوز، بل لإثبات أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام تحقيق الأحلام والتميز في مختلف المجالات.
مزيج من الخبرات الرياضية
أبرز ما يميز هذا الفريق هو تعدد مجالات تفوق أعضائه، حيث يجمع اللاعبون بين كرة السلة وألعاب القوى والكاراتيه والبوتشيا، إلى جانب مشاركاتهم في رياضات أخرى، خمسة من لاعبي الفريق يتمتعون بقدرات استثنائية مكّنتهم من الانضمام إلى المنتخب الوطني لكرة السلة على الكراسي المتحركة، مما يعد إنجازًا كبيرًا للفريق على المستوى الوطني.
كما أن أعضاء الفريق هم جزء من فريق ألعاب القوى التابع للجنة العمانية البارلمبية، حيث شاركوا في أربعة ملتقيات محليّة، كان أحدها بمشاركة أندية خليجية متخصصة في اللعبة، حيث أحرز الفريق فيه ستة عشر ميداليّة متنوعة، وهو ما يبرز حضور الفريق القوي والمستمر في الساحة الرياضية الإقليمية، ولم تقتصر مشاركاتهم على ألعاب القوى فقط، بل تألقوا أيضًا في بطولتي الرماية بالأسلحة الهوائية والرماية التقليدية، التي أقيمت في ولاية بدية.
إسهامات متعددة في البطولات
يعتبر فريق التضامن نموذجًا رياضيًا متعدد المهارات، إذ يشارك في بطولات متعددة منها بطولة كرة السلة وبطولة البوتشيا، إلى جانب مشاركته في رياضة رفع الأثقال، هذه المشاركات المتنوعة تعكس مرونة اللاعبين وقدرتهم على التأقلم مع مختلف الألعاب، مما يجعل الفريق أحد أبرز الفرق الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان.
إنجازات وجوائز
لم تكن مسيرة فريق التضامن مجرد حضور، بل رافقتها إنجازات مميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي، تمكن الفريق من حصد أكثر من خمسين ميدالية متنوعة في مختلف البطولات، سواء في كرة السلة، أو ألعاب القوى، أو البطولات الأخرى، كما استطاع الوصول إلى نصف نهائي المسابقة الثقافية “سراج النور يجمعنا” على مستوى محافظة شمال الباطنة، وهو إنجاز يؤكد أن أعضائه لا يتميزون في المجال الرياضي فحسب، بل يبرزون في المجالات الثقافية والعلمية أيضًا.
الألعاب الأساسية للفريق
يتميز فريق التضامن بأربع ألعاب رياضية أساسية، هي:
- كرة السلة: تعتبر اللعبة الأبرز للفريق، حيث يتميز أعضاؤه بمهاراتهم الفريدة على الكراسي المتحركة، ويخوضون مباريات تتطلب قوة بدنية وذهنية كبيرة.
- ألعاب القوى: يتفوق اللاعبون في مسابقات الجلة والرمح والقرص، وهي ألعاب تتطلب تركيزًا ودقة، وتعد من الألعاب الأولمبية المهمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
- الكاراتيه: وهو من الألعاب القتالية التي تتطلب قدرات جسدية وذهنية عالية، وتُظهر قوة الإرادة والتحمل لدى لاعبي الفريق.
- البوتشيا: وهي لعبة تتطلب الدقة والتخطيط، ويشارك فيها الفريق باستمرار، مظهرين براعتهم في التحكم والتكتيك.
المشاركة في المسابقات الثقافية
لم يقتصر دور فريق التضامن على المجال الرياضي فقط، بل توسع ليشمل المشاركة في المسابقات الثقافية، حيث أثبت أعضاء الفريق أن الإعاقة لا تحد من القدرة على الإبداع والتفكير، شارك الفريق في العديد من المسابقات الثقافية على مستوى محافظة شمال الباطنة، واستطاع أن يصل إلى نصف نهائي مسابقة “سراج النور يجمعنا”، مما يعكس حرص الفريق على تعزيز الثقافة والمعرفة بجانب الرياضة.
الأمل والطموح
إن قصة فريق التضامن للأشخاص ذوي الإعاقة لكرة السلة هي تجسيد حي لقوة الإرادة والتفاني في العمل، أعضاؤه لا يمثلون فقط شريحة رياضية، بل يشكلون مثالاً يحتذى به في تجاوز الصعاب وتحقيق النجاحات، فمن خلال مشاركاتهم المتعددة وإنجازاتهم الكبيرة، يقدم الفريق رسالة واضحة بأن الإعاقة ليست سوى تحدٍ يمكن تجاوزه بالعزيمة والإصرار.
الرياضة ليست مجرد وسيلة للتنافس والفوز، بل هي أيضًا وسيلة لبناء الثقة بالنفس والتأكيد على أن لكل شخص قدراته الفريدة التي يمكن أن يطورها ويستغلها لتحقيق أهدافه، ومن خلال تضافر جهود اللاعبين والمدربين والإدارة، استطاع فريق التضامن أن يثبت مكانته كأحد أبرز الفرق الرياضية في عمان، ليكون مثالاً يُحتذى به في مجال رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة.
رؤية مستقبلية
يتطلع فريق التضامن إلى تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، كما يسعى إلى تعزيز دوره في المجتمع الرياضي وزيادة الوعي بأهمية دعم رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، كما يطمح الفريق إلى توسيع قاعدة مشاركاته في البطولات الخارجية، وتحقيق المزيد من الألقاب والميداليات التي تعكس مدى تميز لاعبيه وإصرارهم على مواصلة الطريق نحو النجاح.
على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها فريق التضامن، إلا أنه لا يحصل على دعم ثابت من جهات معينة، سواء من القطاع العام أو القطاع الخاص، مع وجود بعض الدعم اللوجستي من جهات وأفراد معينين، ما عدا التكريم الذي حصل عليه لاعبي الفريق من قبل سعادة محافظ شمال الباطنة نظير تحقيقهم بعض الإنجازات، ومع ذلك فإن كل ما يحققه الفريق يعتبر ثمرة جهود فردية من أعضائه وإدارتهم، يتمنى أعضاء الفريق أن يحظوا بدعم ومساندة أكبر من مختلف الجهات، سواء الحكومية أو الخاصة، لتأمين استمرارية مشاركاتهم وتطوير مهاراتهم لتحقيق المزيد من النجاحات.
الخاتمة
يبقى فريق التضامن للأشخاص ذوي الإعاقة نموذجًا يحتذى به في عالم الرياضة والإرادة، يذكرنا الفريق بأن الإرادة الصلبة لا تعرف حدودًا، وأن الإعاقة ليست نهاية الحلم بل بداية طريق جديد مليء بالإنجازات والفرص.
الكاتب/ حمدان بن هاشل بن علي العدوي
عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء
عضو الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة