١ مللت ، وملت
من وقوفي الفراقد
وملت لعمري من شهودي المشاهد
٢ وملت جيادي والأسنة والقنا
وملت وقوفي المرزمات الشدايد
٣ وباتت قوافي الشعر غير مطيعة
تمور إذا ما رمتهن القصائد !!
٤ وأنٌَى ، وما بين الأضالع من أسى
كما اشتبكت في جحرهن الأساود
٥ أكاد من الخطب المبرح أنني
أبيت بمثل الصل والله شاهد
٦ أخاف على جنبيٌَ من حِدٌّة الأسى
ولو أنني ذاك الصبور المعاند !!
٧ تجيش بصدري كل دهياء حرة
على حال قومي ، والسعير مراود
٨ أودع دهري قائدا بعد قائد
واحجم طورا حين يرحل قائد
٩ لقد نكبتني الحادثات بخطبها
فمن لفؤاد نجذته الشدايد
١٠ ومن لفؤاد لم يخف واري الشبا
ولكن أخافته الشداد الحصائد
١١ فيا نفحات الله بالله باكري
أضالع نفس طهرتها المحامد
١٢ ورعيا لنفس كالهموس بغابه
تقاتل عن إيمانها وتجالد
١٣ مشت بجلال الله في كل معرك
تقارب في ديانها وتباعد
١٤ إلى أن دعاها الله والروع لاهب
فلبٌَت ، وملء الخافقين محامد
١٥ سلاما على السنوار غير مودٌع
فانفاسه في كل نبض قواعد
١٦ فما مات “يحي ” لو تعاطى كؤوسه
ولكنه بين الأضالع خالد
١٧ مضى طاهر الأثواب، مؤتلق الخطى
قصاراه أن يحمي الحمى ويجاهد !!
١٨ له من “صلاح الدين” قدوة ثائر
ومن “خالد” درع له ومعاضد
١٩ فما خام والطغيان يشحذ سيفه
ومن خلفه الغرب اللئيم المساند
٢٠ ولا ذل والدنيا تطارد ركبه
ولا اهتزٌَ والدنيا جميعا مراصد
٢١ ولكنه قد باع لله نفسه
وفدٌَى حماه ، والشهود المشاهد
٢٢ ومن عجب أن يخلع الليث نابه
وما زال للطغيان كيد وكايد !!
٢٣ وما زال مثل الرقش تنفث سمها
تباعا ، وجفن الغرب باللؤم بارد
٢٤ وكان حريا أن يثل عروشهم
وينثرهم أو تستغيث الولائد !!
٢٥ وكان خليفا أن يذيقهم اللظى
مسعرة حتى يغور المجالد!!
٢٦ لك الله يا سنوار لست بميت
ولكن نحن الميتون الهوامد
٢٧ تركنا هدى الله الكريم ، واقبلت
قوافلنا نحو اليهود توادد
٢٨ وقلنا لمسرى المصطفى حظك العفا
فما لك منا ناصر أو مجاهد
٢٩ وما القدس؟ ، ما نابلس ؟، ما غزة الفدا ؟
سوى عشش ، لو أنهن المساجد
٣٠ وقلنا بنو أعمامنا ، ولهم على
زعاماتنا حق عليه نعاهد
٣١ وقلنا سئمنا من تكاليف حربكم
فما بيننا الا الجفا والتباعد
٣٢ فإن تكن البيض الضفاح وأهلها
لكم ، فلنا البيض الملاح الخرائد
٣٣ بكم تزهر الرايات حمرا ، وتنثني
بذاك ، وتهفو من شذانا الوسائد
٣٤ وتلك خلال اللؤم منا ، ولم تكن
سوى حِيَل الشيطان ، والله شاهد
٣٥ ضلال ، وإضلال ، وخلٌة عاجزٍ
ولله في أهل الضلال عوائد !!
٣٦ عسى الفجر أن يفترٌَ عن صبح فتية
تعز بهم هذي الذرى والمعاهد
٣٧ وتشرق للدين الحنيف ثغوره
ويورق إيمان ويعلو المجاهد
٣٨ خليلي ما بال القوافي تخونني
وكان لها مني على العهد ماجد
٣٩ تراها أراحت حين صوح نبتها
وولت وماء الجفن بالجفن جامد
٤٠ وجفٌَت متى رفٌَ الفؤاد بخطبه
وما هي بعد الخطب إلا جلامد
٤١ فأين القوافي النائفات على الضحى
وأين الدراري شُرٌَداً والفرائد !!
٤٢ صحبت القوافي منذ خمسين حجة
ومالي إلا مجد قومي مقاصد
٤٣ فلم يشك مني الشعر وقفة شامخ
ينافح عنه ما تروم الحواسد
٤٤ وحسب القوافي أن تبيت على اللظى
اذا ما عدا بالدين والمجد حاسد
٤٥ مضى القائد المغوار” يحي ” وقبله
“هنية ” والاجلال فيهم قلائد !!
٤٦ فإن لم تف الألفاظ يوما بحقهم
لقد ابنتهم في السماء الفراقد !!!
الشاعر هلال السيابي
١٤ ربيع ٢ / ١٤٤٦م
١٨ أكتوبر ٢٠٢٤م