هذا الذي يجري في هذه الآونة على امتداد مساحة غزة وامتداداتها-اخواتها- الفلسطينية من مشاهد بطولية وتراجيدية، ومن مجازر صهيونية إجرامية وصمود فلسطيني اسطوري في مواجهة آلة الحرب الاحتلالية، يعيدنا الى البدايات، والى الدلالات والاستخلاصات المفيدة من وراء هذه المواجهة المفتوحة.
فأهل غزة ورفح وخانيونس وجباليا وبيت حانون ودير البلح وبيت لاهيا وعبسان الكبيرة والصغيرة وكل مخيمات اللجوء في القطاع لم يعرفوا سوى الصمود والمقاومة.. والتضحيات الكبيرة المستمرة بغية دحر الاحتلال والاستقلال.
والذاكرة الوطنية لأهل غزة لا تعي سوى الاحتلال والانتفاضة والمقاومة…حياتهم كلها صمود ومقاومة….!
وستستمر في الانفجار….لا هو موت، ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة”.
فالحقيقة الكبيرة الصارخة في عمق هذا المشهد في جباليا وعلى امتداد مساحة غزة اذن:
أن غزة تعلن قيامتها وجدارتها بالحياة باسلوبها الخاص رغم الحرب الإبادية الصهيونية…
هناك مأزق إسرائيلي أمام عظمة الصمود والمقاومة هناك لدى أهل غزة.. وعلى أرض غزة…!
فهناك في كل شارع وزقاق وحي.. بل في كل بيت غزاوي …!
ألف قصة وقصة عن التضحيات والشهداء والجرحى والمعتقلين…!
وعن الاجتياحات والتجريفات وعمليات الهدم والتدمير..!
وكذلك عن خيام الألم والمعاناة والصبر..!
وكذلك عن البطولات الفردية والجماعية ..!
وعن الملاحم التي يسطرها أهل غزة منذ احتلالها عام/1967….!
نواف الزرو