في ذات المساء
وسكون يخيم في الأرجاء
ثمة حائرة في الأحشاء
لم التأوه والنحيب لم العناء؟
كان لقاء عابرًا ، كأي لقاء
أحسبه قدر روحي في الفيحاء
وأظنه بخت من رب السماء
تصاغ القوافي كماء مندفق
بأحرف حب تستهيم الفلق
تحكي أنينا أباح الرمق
جوى يتقد كلون الشفق
نراها أحرفا وثلة ألحان
تصدح نغما فتطرب ولهان
في لغة الضاد تهيم الأشجان
فذاك عنترة من الفرسان
عشق عبلة حد الشغف
فغدا ثملا بكأس اللهف
ينشد شعرا بغير العرف
لعل دموع الصبا تنذرف
فتشفي جوى بالهوى مستلف
فمنه سخرنا وقلنا تلف
فعشق النساء إثره أسِف
كبرنا وثار دفين الهوى
يهيج اضطراما بلفح النوى
وطوق الحمام يسر الجوى
ففيه ابن حزم يشيح الكرى
بوصف الصبا كصبا المنتهى
عاف الصحاب وحب التلاد
وفكر ينادي كفانا انقياد
فلقيا الحبيب كقني الجواد
ولحظة قربه توازي الحصاد
أيا نفسي أوبي لرب العباد
تشابك جوفي فحان الجهاد
فذاك خضوع يقض الرقاد
يهز الكيان بغير معاد
فقد كان حدسي يفك التضاد
وبات انشغالي بحين المعاد
سؤال يحير لب الزهاد
جمال المحيا أهذا مراد
فثمة حسن يروع الفؤاد
وشعر يسطر قبل السهاد
لعمري لقاه كشهد يراد
وبعد التلاقي يوارى الزناد
يزاح غمام الهوى كالرماد
أخال التأنق هاج النزال
عميق التفكر بعد السؤال
يشار إليه بجزل المقال
ودرس وضبط وجهد يطال
فذاك ارتقاء لحلو الخصال
وبعد التصبر حاز المنال
حضور مهيب يفوق الخيال
ويهوى الكاريزما على أي حال
ألام الصبابة يا معشري
فروح تملت مدى أضلعي
أحب الشعور الذي انتابني
ضياع وغربة في موطني
ويرجو الفؤاد لقاء الصفي
حضورٌ أراه هناء مهجتي
فوهج جوارحنا يصطلي
ولحظ العيون بها يشتكي
تبوح الذي يستحيه اللسان
فذاك ارتشاف عليل البيان
وأصدق حب يسر النظر
تلاقي شبيهك بين البشر
فرغم البعاد ورغم الضرر
كأن التعارف منذ الصغر
فقول الحبيب رواه الأثر
هي الروح جند إله البشر.
الشاعره / أمل بنت منصور المسرورية
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن