فرص واعدة في الانتظار منذ بواكير نهضتنا المباركة حرصت قيادتنا الحكيمة على تقوية الاقتصاد الوطني فوضعت الاستراتيجيات طويلة المدى التي تعمل على تنميته واستطاعت في فترة زمنية قياسية تحويل الاقتصاد العماني إلى اقتصاد يتمتع بتنويع مصادر الدخل في العديد من المجالات وصارت هناك قطاعات غير نفطية ذات تأثير كبير في الإيرادات العامة للدولة مثل قطاعات السياحة والصناعة والتجارة والثروة الزراعية والسمكية والحيوانية وغيرها.
ولأن السلطنة تمتلك موقعا بحريا مميزا جعلها واسطة العقد في مجال الملاحة البحرية وممرا تجاريا هاما وقبلة سياحية جذابة.. حاولت قيادتنا الرشيدة استغلال هذا الموقع المتميز فيما يعود على البلاد والعباد بالنفع.. لذلك ظهر مصطلح “الاقتصاد الأزرق” والذي يتعلق بكل ما من شأنه تطوير الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالمجالات البحرية والملاحية واللوجستية.. وهذا المصطلح ليس مستحدثا بالنسبة لأنشطة السلطنة فعلى مدى تاريخها العريق ارتبط الإنسان العماني بالبحر ارتباطا وثيقا واستطاع أن يستفيد منه قدر استطاعته إلا أن هذه الاستفادة يجب أن تتطور مع تطور الزمن وكان من الضروري تسخير تقنيات العصر لتحقيق أفضل النتائج للوصول للتنمية الشاملة.
ومؤخرا -كما نشر في العديد من وسائل الإعلام- استعرض ملتقى الدُّقم الخامس الذي نظمه فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة الوسطى، بالشراكة مع وزارة الخارجية والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، أهمالفرص الاستثمارية المتاحة بالاقتصاد الأزرق، وقِطاعات الأمن الغذائي واللوجستي والسياحي، والطاقة المتجددة في سلطنة عمان بشكل عام ومحافظة الوسطى بشكل خاص.. وعدّد المشاركون في الملتقى أهم الأنشطة المتعلقة بالاقتصاد الأزرق في وقتنا الحالي مثل مصايد الأسماك والنقل البحري واستخراج المعادن وتوليد الطاقة المتجددة والسياحة المائية والاستزراع السمكي وغيرها مما يعزز إمكانية الاستفادة من الموارد المائية فيما يعود على البلاد والعباد بالنفع وعلى المستثمرين بالربح الوفير.
لقد امتهن العمانيون منذ قديم الزمن مهنة الصيد والإبحار وتوارثتها الأجيال بعدهم.. كما أن قيادتنا الحكيمة اعتبرت أن الاقتصاد الأزرق يشكل رافدا حيويا ومهما في الاقتصاد الوطني وجعلته على رأس القطاعات الإنتاجية غير النفطية عن طريق الاهتمام بالثروة السمكية لما لها من فائدة اقتصادية واجتماعية.. فهي توفر الغذاء والعملة الأجنبية وتساهم في توفير فرص عمل للشباب من خلال الصناعات المختلفة التي ترتبط بالصيد كالنقل والتبريد والتصنيع والتغليف والتصدير وخلافه.. كما أن الاقتصاد الأزرق يعتبر مجالا رحبا للاستثمار لأي رجل أعمال لأن مشاريعه مضمونة وستحقق ربحية عالية بإذن الله سواء كانت تلك المشاريع صغيرة أو متوسطة أو كبيرة يساعده في ذلك طبيعة بلادنا البيئية والطبيعية وما تمتلكه من موارد وخيرات وموانئ ضخمة ومؤهلة إلى جانب وسائل التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى القوانين التي تمنحه التسهيلات الكافية لتحقيق حلمه بأسرع وقت وأسهل طريقة.. لذلك حرصت حكومتنا الرشيدة بفضل الأوامر السامية على تشجيع هذا القطاع الهام سواء كان حكوميا أو خاصا والارتقاء به وتطويره بتقديم الدعم المباشر وغير المباشر للمشروعات أيا كان حجمها لضمان استمراريتها وبقائها.
لاشك أن مثل هذه الندوات والمتلقيات والمؤتمرات التي تدعم الاقتصاد الوطني تضمن ديمومة تطوره ونموه وتفتح آفاق التعاون بين السلطنة والدول المختلفة وتتيح تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة.. ونريد من الشباب أن يخوضواغمار هذا المجال الهام فيستثمرون أموالهم في مجال الاقتصاد الأزرق حتى يرفعوا من شأن بلدهم عاليا وينهضوا بمستوى اقتصاد وطنهم وفي ذات الوقت يحققونحلمهم في الربح والثراء.
كل الشكر لصاحب الفكر المستنير قائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم على ما يبديه من اهتمام ملموس بتنويع مصادر الدخل وتطوير المنظومة الاقتصادية في البلاد وكل التحية للسواعد الفتية التي تعلي من شأن الوطن وترفع رايته خفاقة ووفق الله حكومتنا الرشيدة لتحقيق المزيد من التنمية والخير للبلاد والعباد.
المقاومة الفلسطينية لن تموت
تعتقد القيادة المتغطرسة في الدولة العبرية خطأ أن سياسة اغتيال قيادات حركات المقاومة سينهيها ويفككها ويصيبها في مقتل.. فهي لا تعي أن اغتيال إسماعيل هنية ويحيى السنوار في حماس وحسن نصر الله في حزب الله لن يقضي على المقاومة وأن الشعبين الفلسطيني واللبناني لن يستسلما أبدا مهما تجبر العدو الصهيوني بل على العكس هؤلاء الرموز الذين استشهدوا ما هم إلا نسخة من كل مواطن فلسطيني يسعى بكل ما أوتي من قوة للتخلص من الاحتلال الجاثم فوق صدره.
الغريب أن إسرائيل تعتقد أيضا أنها بقتل رموز المقاومة ستعيش في أمن وسلام وأنها ستقوم بذلك بتصفية القضية الفلسطينية المزمنة.. ولا نعرف من أين أتت بهذه الفكرة.. فهناك بدل هنية والسنوار الآلاف من هنية والسنوار وجميعهم على استعداد للتضحية من أجل تحرير الأرض المحتلة بدمائهم وأرواحهم ولن يجعلوا إسرائيل تنعم بالهدوء والاستقرار إلا إذا انصاعت للحق والعدل ومنحتهم حقوقهم المشروعة وأعادت لهم أراضيهم المنهوبة
إن الدولة العبرية منذ أن انزرعت زورا وبهتانا في المنطقة وهي تقوم بعمليات قتل واغتيال للفلسطينيين بصورة يومية ويتم ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع بل قامت بما هو أبشع من ذلك وهو جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تشنتها على قطاع غزة وبالرغم من ذلك فإن أحدا لا يحاسبها.
إن الفلسطينيين يعانون من القهر والظلم والجوع والتشريد وهم بحاجة لمن ينصفهم ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة وأرضهم وديارهم المنهوبة.. وإذا كان هنية والسنوار قد ماتا فإن القضية الفلسطينية لم تمت وهناك آلاف أمثال هؤلاء الشهداء يقومون بالدفاع عن فلسطين ويقاومون الاحتلال الذي يضيق عليهم الخناق ويكتم أنفاسهم.
لاشك أن وجود الفلسطيني داخل أرضه يؤرق إسرائيل لذا فإنها تحاول بكافة السبل انتزاعه منها لكن يبدو أنها لا تتعظ من التاريخ.. لأنه مهما كانت السبل فإن الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه وحلمه في دولة مستقلة ذات هوية فلسطينية فهي أرضه التي لم ولن يعرف غيرها وسيعمل على تحريرها بكل ما أوتي من عرق ودم.. وعليها أن تتعايش معهذه الحقيقة في سلام حتى يعم الأمن المنطقة.
ناصر بن سالم اليحمدي