عبد العزيز بدر عبد الله القطان
في الإجابة على سؤال حول معنى الآية: (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم)، وهنا أعرض رأيّ من الناحية البلاغية والصرفية والنحوية والإعرابية، كمتابع ومهتم بهذا الشأن لا كفقيه متخصص، ولا كشخص يريد الدخول في مسائل خلافية بين الفقهاء، لكن ردي من الناحية القرآنية البيانية صرفة عسى أن أفيد السائل وكل مهتم بهذا الجانب.
إن كان الله تبارك وتعالى أمرنا بالمسح للرؤوس والأرجل، فلماذا نغسل أرجلنا؟
يقول تبارك وتعالى: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)، أي اغسلوا أنتم وجوهكم، وجوهكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، الواو: حرف عطف، أيديكم: اسم معطوف على وجوهكم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
(وامسحوا برءوسكم وأرجلكم): برءوسكم: الباء حرف جر، رءوسكم: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وأرجلكم: الواو: حرف عطف، أرجلكم: اسم معطوف على وجوهكم لا على رءوسكم لأن حركتها الفتحة، فلو أنها عُطفت على رءوسكم لأصبحت “برءوسكم وأرجلِكم” أي كنا سنجد “الكسرة بدلاً من الفتحة”، فشملها (فاغسلوا وجهكم وأيديكم وأرجلكم) ليكون السؤال: لماذا تم تأخير أرجلكم؟ لمراعاة الترتيب في دقة القرآن الكريم المعهودة، وجوه، أيدي، رؤوس، أرجل.
أيضاً قال تعالى: (وامسحوا برءوسكم) ولم يقل (امسحوا رءوسكم)، لأنها لو جاءت هكذا لكان أمر إلهي بمسح الرأس كاملاً، فالباء بكلمة برءوسكم، دلت على أننا مأمورون بمسح جزء من الرأس.
كذلك في قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة)، ولم يقل (إذا وقفتم إلى الصلاة)، أو (إذا نهضتم إلى الصلاة) بالتالي، قام بعد سكون، لكن وقف بعد حركة، كذلك نهض بمعنى وقف مسرعاً، وفيها أيضاً حركة، ونحن مأمورون بالسكينة والوقار عند الذهاب إلى الصلاة، ومن الناحية العلمية لذلك فائدة كبيرة للقلب، أما إذا أسرع الإنسان فإن ضغط الدم يرتفع في الرأس، ومع السجود احتمالية الإصابة بجلطة تكون كبيرة، لذلك أمرنا القرآن والإسلام بالسكينة والوقار عند الذهاب إلى الصلاة، للحفاظ على الصحة.
*كاتب ومفكر – الكويت.