تستقبل سلطنة عُمان بحفاوةٍ بالغةِ ضيفَها الكبير رئيس الجمهوريَّة الجزائريَّة الديمقراطيَّة الشَّعبيَّة الرَّئيس عبدالمجيد تبون الاثنين 28 أكتوبر في زيارةٍ تاريخيَّة لرئيسِ دَولةٍ تحملُ في الذَّاكرة العربيَّة رصيدًا نضاليًّا كبيرًا، وتحملُ على عاتقها أحمالًا ثقيلة من هموم أُمَّتنا العربيَّة وتحملُ أيضًا رسائل محبَّة وسلامٍ وتَقُومُ بِدُوْرها المحوري والحضاري في لمِّ الشَّمل العربي، بل هي مستعدَّة لتقديمِ رصيدٍ نضالي مُضاعف في سبيل الدِّفاع عن حقوق الأُمَّة العربيَّة، ودفاعًا عن الجغرافيا العربيَّة، وأملًا في غدٍ مُشرق يعمُّ هذا الوطن العربي الكبير. كيف لا؟ وهي الجزائر الَّتي قدَّمتْ ملايين الشُّهداء طوال تاريخ التَّحرُّر من ربقة الاستعمار، وهي اليوم تبحثُ عن الوفاق العربي ومحاولة تجديد شرايين الدَّم في النِّظام الرَّسمي العربي. فتحيَّة عظيمة نبعثُها للجزائر العظيمة وقيادتها من سلطنة عُمان، ونتذكَّر هُنَا قول الشَّاعر: «كلَّما أنَّ جرح في العراق ردَّد الشَّرق جرحه في عُمان». فهُنَا الجزائر اليوم الَّتي تُقدِّم صورتَها المُشرِقة لإعادةِ البناء على العمل العربي المشترك الَّذي نأمل طَرقه بقوَّة وتوحيد الصَّف العربي في هذه المرحلة الدَّقيقة من تاريخ الوطن العربي. الجزائر ضربتْ أروعَ المُثل كأعظمِ حركة تحرُّر في الوطن العربي وفي العالَم بما حملتْ من إرادةٍ وعنفوانٍ وكفاح مُسلَّح، وتضحيات جسام، وتُعَدُّ من أعظم قصص النِّضال العربي في هذا العصر كتبَها أبناء الجزائر بدمائهم الزَّكيَّة في ذاكرة التَّاريخ العربي الحديث، وهي تُقدِّم ملحمةً تاريخيَّة ورسالةً بليغة للأجيال العربيَّة تؤكِّد أنَّ طريقَ التَّحرير والاستقلال لن يتحقَّقَ إلَّا بالنِّضال. وهكذا دائمًا نضال الشُّعوب عِندما تُكافح من أجْلِ التَّحرير وستَكُونُ العُقبى لهذه الأُمَّة بتحريرِ فلسطين من النَّهر إلى البحر بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز، والأُمَّة تستلهمُ من الجزائر نموذجًا جديرًا بالاحترام والتَّقدير. مرحبًا بِكُم فخامة الرَّئيس عبدالمجيد تبون في بلدِكم الثَّاني سلطنة عُمان على طريقِ وحدةِ الموقفِ العربي، وإعادة تفعيل العمل العربي المشترك، والتَّفاهم حَوْلَ قضايا أُمَّتنا العربيَّة من المحيط إلى الخليج لأُمَّةٍ كبيرة واحدة بإرادةٍ واحدة ومصير مشترك، وتطلُّعات لمستقبلٍ مُشرِقٍ بعونِ الله.
خميس بن عبيد القطيطي