(وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ جَدَلٗا ) (٥٤) الكهف
عندما ينظر الإنسان في الجدل القائم اليوم -رغم الدماء البريئة التي وصلت حدَّ الركب- ويتفكر في طوفان الأقصى؛ أسبابِه، ونتائجِه، وما يقوم به البعضُ من تحميل المقاومة حصرا دون الآخرين، يجد أنه لا ملجأ له من كل ذلك العبث إلا كتابُ الحق تعالى وآياتُه، فكان هذا الاستشرافُ من آيات القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حميد، لعلنا نرى “طوفان الأقصى” خلاله، يُحَدثنا عنه، وينير لنا دربه، ويرفع عنا فتن الليل المظلم، فتنجليَ عنا الغمةُ، ويكونَ بعدها ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
يأتي طوفان الأقصى بعد ما يقرب من ثمانية عقود من العقاب الجماعي لشعبنا العربي الحر في فلسطين من التقتيل والتهجير والتأسير والتنكيل، وبعد ١٧ عاما من الحصار على أهلنا في قطاع غزة، وغيرها من العقوبات التي لم تنجح في كبحها اتفاقياتُ (السلام) العربية مع الكيان البائر، لا كامب ديفيد ولا أوسلو ولا وادي عربة، ولا مبادراتُ ملوكهم الأفخمين، كمبادرة الأرض مقابل السلام، فما زال العقابُ الجماعي والظلم والجور والعدوان يشتد يوما بعد يوم؛ يُقاسُ للشعب لقمتُه، وتجارته، ومن يدخل ومن يخرج، وما يدخل وما يخرج، ويُمنع عنه سماؤه وأرضه وبحره، وغيرُ ذلك من بطشٍ وظلم، ذهب ضحيتَه آلافُ الأنفسِ الزاكيات قتلا وتأسيرا، وكادت المقصلةُ تُحْكِمُ على رقبة القطاع بوضعها على سكة قطار التطبيع الأخير، ليقضيَ على ما بقيَ من أملٍ في نصرة المظلومين، واسترجاع حقوقهم بعد الدماء والأنفس التي ذهبت على طريق التحرير، فجاء ” طوفان الأقصى” ردا طبيعيا، وعقابا مضادا للعقاب الأكبر من العدو المحتل.
لقد عرض القرآنُ الكريم لهذا الفصل من القصة، وجاء عاذرا له، مؤيدا لأهله تأييدا لا يَحتَمِلُ أيَّ جدلٍ فوقه، ولا أيَّ شرعيةٍ لغيره، ولا أيَّ حديثٍ أو فتوى أو رأيٍّ لإنسانٍ -مهما بلغ- في نَقضِه، وبدأ ذلك بالإذن بالعقاب المضاد والرد على المعتدين فقال: ( فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيكُم (١٩٤) البقرة)، وقال: (وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ (١٢٦) النحل )، فلقد فتح الله لهم بابَ العقاب المضاد، وحدّ حدوده، فعاقب أهلُّ غزةَ المحتلين بمثل ما عوقبوا به، بل بأقلَّ مما عوقبوا به كَمًّا وكَيفًا، فكان منهم طوفانُ الأقصى، فيه القتلُ والأسر، وقع منهم كما وقع عليهم، أما الصبرُ فقد صبروا وصبروا، حتى مَلّهم الصبرُ ومَلَّوه، واستنفذوه قطعةً قطعة، ولم يُنصِفْهم أحدٌ، لا اتفاقياتُ العرب، ولا مباداراتُهم، ولا قرارتُ الأمم المتحدة المعطلة، ولا أيُّ شيءٍ من خارجهم، فاتخذوا من العقوبة المضادة التي أقرها الله وحدد حدودها -بعد الإعداد لها سنين- وسيلةً لرفع الظلم والجور عنهم عبر مبادلة الأسرى، وفك الحصار، وقد نجحوا فيها، وهو أقل حق واجب لهم طبيعة، ولم يريدوا فوق ذلك، فلم يكن غايتُهم القتلَ لهوا (كما الكيان المجرم)، ولا الأسر متعة، وشهادةُ الأسرى الصهاينة فيهم كافية.
لقد كانت منهم العقوبةُ المضادة، كما بَيَّنَهَا الله، وجعلها خَيارا مشروعا عنده، وكان الأصلُ في الأطراف الأخرى (دولا ومؤسساتٍ وأفرادا) التمسكَ بأداء واجباتها المنصوصة، ودورِها المنوط، عالميا ومحليا حسب الاتفاقات والمواثيق، وحسب المؤسسات، وحسب ما تمليه الأخلاق والواجبات دينيةً وإنسانيةً واجتماعيةً وجِوَارا، حتى تنتهيَ المسألةُ عند هذا الحد، ويوجدَ سبيل لحلحلة الأسباب من ظلمٍ على أهل غزة وفلسطين وتهديدٍ مزمنٍ لمقدسات المسلمين، إلا أن هذه الدولَ والمؤسساتِ بعد مُكْثٍ تداعت للظلم والجبروت، وسقط قناعها البريء، ليظهر وجهها القبيح المجرم الحقيقي، فخَلَّتْ بينها وبين واجباتها، فمنها ما اصطف اصطفافا مباشرا ودخل طرفا مع الكيان مثل أمريكا والدول الغربية النازية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها)، ومنها ما تراجع عن أداء واجباته الشرعية والقانونية، كالدول العربية خاصة والإسلامية عامة، فتعطلت مؤسساتها كالجامعة العربية ومجلس التعاون، ومنظمة التعاون الإسلامي، وهكذا على مستوى عالمي، كمحكمة العدل الدولية، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ما انتقل من العقوبة والعقوبة المضادة المشروعة إلى حالة من البغي نعيشها اليوم في قطاع غزة، خارج حدود القانون الشرعي والدولي والإنساني.
لقد ذكر الله مرحلة البغي المحتملة هذه، وما الموقف منها، وما توجيه الله فيها، وما يكون منه سبحانه، بعد ما شرع العقوبة المضادة، وأفتى فُتيا لا تحتمل التأويل، فقال: (۞ذَٰلِكَۖ وَمَنۡ عَاقَبَ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبَ بِهِۦ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيۡهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ (٦٠) الحج )، وهو تماما ما وقع، فقد عاقبت غزةُ بمثل ما عوقبت به، بل بأقل، ثم بعد أمد سريع -تم خلاله شحنُ الأسلحة أمريكيةً وغربيةً في دعمٍ جائر غير محدود للعدو- بُغِيَ عليها فيه.
لم يُلقِ الشارعُ الحكيمُ سبحانه اللومَ على غزةَ ولا على رجالها ومقاومتها في طوفان الأقصى -العقوبة التي أباحها الله لهم- لرفع الظلم عنهم والجور، ولكن ألقاها على الجهات الأخرى، التي تسببت في البغي، والتي ذكرنا طرفا منها، والتي نذكرها هنا على الترتيب؛
أولا: الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها من الغرب النازيِّ المجرم وذلك بسبب:
١- مَدِّ الإرهابيين الصهاينة المحتلين بكل أنواع السلاح دون سقف لكمية ولا عدد ولا نوع (٧٠٪ نسبة الأسلحة الأمريكية التي استخدمها الكيان في إبادته)
٢- مَدِّهم بالعنصر البشري استخباريا وعسكريا
٣- إصابةِ المؤسسات المعنية بالأمن العالمي بالشلل: محكمة العدل، الأمم المتحدة، مجلس الأمن، وتعطيل دورها
٤- نقضِ المعاهدات والاتفاقات كمعاهدة جنيف واستباحة كل شيء نصت عليه هذه المعاهدات
٥- التهديدِ العسكري والاقتصادي المباشر لكل مريدي السلام من الأمم، ومنعِهم من التدخل لوقف الإبادة في غزة، إرهابا كبيرا
٦- النفاقِ الذي تمارسه والعنصريةِ التي تفوح منها في التعامل بين حربين متشابهتين متزامنتين، فقط بسبب العرق والدين، فكانت في الأولى (روسيا وأوكرانيا) حليفةً للضحية (أوكرانيا)، تمدها بالسلاح والعتاد والغطاء الدبلوماسي والسياسي والقانوني، وكانت في الأخيرة حليفةً للجلاد المجرم (الكيانِ اللقيط)، تمده بالسلاح والعتاد، وتمارس العربدة والبلطجة في أقبح صورها لحمايته من المساءلة.
ثانيا: الأمة العربية ثم الإسلامية، وذلك أنها:
١- خالفت شرعَ ربها في إيجابِهِ نصرةَ المظلومين المستضعفين في العموم، كيف وهم مسلمون: (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ (٣٩) الشورى)، (وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ ….. (٧٥) الأنفال)، (وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (٧٥) النساء)
٢- خانت مواثيقها وما يجب عليها حسب دساتير مؤسساتها العامة، وجَبُنت عن تفعيلها
٣- أساءت الظنَّ بربها وبكتابه ورسوله، فلا يقينَ عندها بقوله: (…… وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ واللهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ (١٤٠) آل عمران)، وأنّ الحُزنَ ليس على الشهداء، فهم أحياء، بل عليهم، فهم الأموات، وشَكَّتً في وعده بالنصر لمن أعدَّ وأخلص، وبات لديها انفصامٌ في الشخصية، بين زعمِ الإسلام والحرية بالانتماء لله وحده، وبين عبوديةِ الطاغوتِ من دول الجور والاستكبار والخضوع لها.
٤- عدمُ وجود الحَمِيّةِ والغيرةِ على حرمات الله ومقدساته، ففوق الأنفس البريئة التي تزهق، أطفالا ونساء وشيوخا، تُهدَمُ المساجد والكنائس وتنسف المستشفيات، وتفجر المدارس، وتحرق الخيم، ويَسَّاقَطُ الأبرياء أمام أعينهم وفي الشاشات، وهم في ترفيههم ورقصهم وقبح أفعالهم لاهون.
ثالثا: الكيان الآثم
لولا “أولا” و “ثانيا” أعلاه لما كان لهذا الكيان الجبان أن يفعل ما فعل، لذلك فنسبة تحمله الإبادة في الحق هي الأقل بين الثلاثة، لأنه بدون الغطرسة الأمريكية، والخيانة والعمالة والجُبن العربي ثم الإسلامي لما استطاع أن يقوم بما قام به، ولما وصل البغي الذي نرى حدّ ما نرى….
على هذا فالعدو والمجرم الذي يتحمل هذا البغيَّ والجور والإبادة في غزة قبل الكيان المحتل هو أمريكا، هي من يجب أن يوجه إليها الجهد، ومن يجب حربُها ومقاتلتها دبلوماسيا وقانونيا وحتى عسكريا، وتشكيلُ الأحلاف القادرة على الانتقام للبشرية والإنسانية منها ومن شرها، وإقامةِ العدل والسلام للعالم أجمع، بدءا من نقل المؤسسات الدولية منها (مثل الأمم المتحدة ودوائرها)، أو بتعليق الدول الحرة لعضويتها فيها، وبناء تكتلات مقابلة، كما البريكست، وفك الإرتباط بالدولار، واستدعاء السفراء وطردهم، والتنفيس للشعوب للتضامن بالتظاهر أمام السفارات والمصالح الأمريكية في الدول الحرة جميعا، ومحاصرتها بما يعكس عمق الجريمة والإرهاب الذي تنتهجها إداراتها، بدل أن تفقد الدول سيطرتها، وتنتزعَ الشعوبُ الغاضبة هذا الحقَ بشكل قد يهدد الدولة وتماسكها، ضغطا على إدارة الولايات المتحدة لوقف جورها وطغيانها على العالمين.
والعدو والمجرم الآخر هو الدول العربية والإسلامية، وهي قسمان، دولٌ خائبة، بوصلتُها منكوسة، تنحطُّ في أفعالها لدركةِ الخيانة والعمالة للعدو والعبودية له، وهي التي عندما تَكَلَّبَتْ وحَرَّكَتْ مؤسساتِها وطائراتِها وجيوشَها وتحالفَها وإعلامييها وخطباءَها ومنابَرها وفتاواها وجهته لقطعةٍ منها، وعندما حاصرت وقاطعت وسحبت سفراءها، حاصرت قطعةً منها، وعندما طردت وعَلَّقَت عضويةَ دولةٍ في الجامعة العربية علقت قطعة منها وعضوا مؤسسا فيها، وعندما خاصمت وعادت وفَجَرَتْ في عِدائها عادت جارةً لها مسلمة، ورجالا على الثغور، محتلةً أرضُهم، مشتتةً عائلاتُهم، مغصوبةً ديارُهم، مكبوتةً حريتُهم، ممتهَنةً كرامتُهم، يجودون بأنفسهم في سبيل مقدساتهم وقضية المسلمين والعرب الكبرى، قضية القدس وفلسطين، يطعنهم هذا القسم من الدول العربية في ظهورهم، ويتداعى عليهم إعلامهم البذيء بالكذب والبهتان، وكل ما يدعمهم، بينما عندما وقعت الإبادةُ وكان القتل والبغي والدمار وشلال الدماء على غزة ليتها صمتت، لقلنا ربما جَبُنت أو ربما الحذرُ الزائد، ولكنها شاركت العدو المجرم على مختلف الأصعدة، فكانت معه في خندق واحد، إعلامياً وغيره، ومدته بجسر الطعام والشراب، وهو المجرم المحتال، بينما يقتل هو غزة وأطفالها وأهلها جوعا، يليها في الإجرام القسم الثاني وهي الدول العربية المداهنة للأولى في غير وقته، والتي تكتفي بالبيانات والشجب، وتحتفظ بعلاقات طبيعية مع الأولين، وكأنّ لا جرم، ولا جور منها، وقد مر على الإبادة أكثر من سنة، وهي تشجب وتندد، لا تجاوزهما، مخلةً بذلك بسنة كونية واجبة، وهي سنة المدافعة: (…… وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ (٢٥١) البقرة )، تناشد في جميع بياناتها “المجتمع الدولي”، ومن هو “المجتمع الدولي” المعاق إلا أمريكا المجرمة، والغرب الإرهابي، مناشدة الحالم، الذي يطلب الماء من سراب ليبلغ فاه، وما هو ببالغه، وهذه الأخيرة رغم وضعها هي الأمل، وعليها مُعَوَّلٌ كبير بنصرة غزة، عبرَ صحوةِ الضمير لديها، وانتفاضِ الحمية الحقة في داخلها، وتصعيدِ الموقف من البيانات إلى أمور عملية ملموسة على أرض الواقع، ضد أمريكا والغرب ومطاياهم من أنظمة الدول العربية، والتحرك لتشكيل تكتل لنصرة المظلومين، بدءا بالنبذ إلى أنظمة الدول العربية من القسم الأول، وممارسةِ الضغوط عليها لتقويمها، أو بقطع العلاقة معها، أو بغير ذلك من السبل، والتوجه للدول العربية والعالمية الشريفة وهم كثر، ونصرة غزة وفلسطين ولبنان سياسيا وقانونيا وعسكريا، فلم يعد المقام مقام تكتلات أيدلوجية أو قومية، بل تكتلاتِ حق وباطل، تكتلاتٍ إنسانية، ولم يعد يحتمل التعامل مع أمريكا وهي المجرم الأول على أنها طرف وسيط نزيه، فقذارتها تزكم الأنوف، وظلمها وإرهابها لا تخطئه الأعين!
أما غزة ومقاومتها وطوفان الأقصى، فلا يتحمل من هذا البغي ونتيجته ولو واحدا في المائة، لأن فعلهم (طوفان الأقصى) جاء بغطاء من الله الشارع، في كتابه العزيز، فضلا عن توافقه مع القوانين الدولية القاضية بمشروعية مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأوطان.
يبقى أن نذكر أخيرا ما جاء بعد أن يقع البغي والظلم على من عاقب بمثل ما عوقب به، كما اليوم في غزة، وما تعهد به الله سبحانه لهم، وهو قوله سبحانه: (لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُۚ)، بصيغة آكدة، بلام القسم ونون التوكيد…. النصر القاطع الذي نحن اليوم إليه ناظرون بعزته وسطوته وجبروته، إنه سميع عليم.
هذا هو القول الحق في طوفان الأقصى بكتاب الله العزيز، ولا يُسمعُ بعد ذلك لرأيٍ نشاز، عبر القنوات وعبر التلفاز، ولو ألقاه من ألقاه من على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أَذَّنَ به مؤذن من على سطح الكعبة، ولو أقسم الأَيْمان المغلظة سبعين مرة، فلا حكم فوق حكم الله في كتابه وسنة نبيه المؤكدة له، وقد قال الله في طوفان الأقصى حكمه، ومن أحسن من الله قيلا.
عبد الحميد بن حميد الجامعي