بريطانيا راعية الفكرة وأداة تنفيذها (الوعد والإجراءات) وبذلك تم زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي عنوة منذ عام ١٩٤٨.
واليوم أمريكا راعية حماية الكيان الصهيوني وتسمينه و تسليحه ومساعدته لاستكمال مشروعه التوسعي.
وكما كان وعد بلفور البريطاني باستولاد الكيان اللقيط فهنا اليوم السخاء الأمريكي: بمنح الكيان السيادة على الجولان وعلى القدس الشرقية بل والوعد أيضاً بضرورة زيادة مساحة هذا الكيان الصهيوني.
نحن نتحدث عن حلم الأجيال العربية في تحرير كل فلسطيننا بجغرافيتها من البحر إلى النهر وها هو العدو الصهيوني واستكمالاً لمشروعه يتحدث عن تحرير كامل فلسطينهم بجغرافيتها المدّعاة :من النيل إلى الفرات.
ويرفع في وجهنا خارطة أراضيه لتي نحتلها نحن كما يزعم ويعلن ذلك على منبر الأمم المتحدة.
فهل يدرأ هذا الخطر عنا مجرد تصريحات الشجب والاستنكار…؟
الواقع الرسمي العربي عام ١٩٤٨ كان للأسف تحت ضغط المعسكر الغربي (طوعاً أو كرهاً) بشكل عام…
فهل تغير الحال كثيراً في يومنا هذا… ؟!
الموقف الشعبي العربي ومنذ بدء الصراع مع المشروع الصهيوني موقف مشرف مشارك في التصدي والمقاومة ويتفلت للانخراط الكامل في كل أشكال المواجهة.
نقطة ضعف النظام الرسمي العربي لا تزال هي هي : (الاعتماد على الخارج… التفكك بعيداً عن الوحدة… الحرص على أولوية البقاء في الحكم أكثر من المصالح الحقيقية لكل من الشعب والوطن والأمة.
وعندما تستطيع فصائل المقاومة في جزئية محاصرة (كقطاع غزة) أن تكسر أكذوبة ووهم وغطرسة وخرافة زيف القوة العسكرية التي طالما تبجح بها العدو الصهيوني وتهشيم هيبته وقدرة المقاومة على الاستمرار في إدامة المعركة لأكثر من عام ولا تزال.. فلنا أن نتصور فعلاً كيف يمكن أن يكون واقع المعادلة إذا تم وضع كل عناصر قوة الأمة ومواردها ومكانتها في مواجهة خطر هذا المشروع الصهيوني، واستثمار كل ما حققته وتحدثه المقاومة وعلى مستوى العالم أيضا.
وبعد فكل احتلال إلى زوال مهما استبد وطال ولكنها مسألة وقت ليس إلّا.. والمستقبل كله للشعوب، وهذه حتمية إرادة الأمم وحركة التاريخ.
أبو عربي إبراهيم أبو قديري