رعى صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثقافة والرياضة والشباب اليوم بمسقط افتتاح الاجتماع السنوي الـ 16 للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة بجهاز الاستثمار العُماني، وبمشاركة رؤساء وأعضاء من 50 صندوقًا سياديًّا من 46 دولة حول العالم.
وأكد صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد في تصريح له على أن استضافة سلطنة عُمان الاجتماع تؤكد على مكانتها العالية بين الأمم، وقدرتها الكبيرة على بناء جسور التعاون وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجميع، مضيفًا أن اختيارها استضافة هذا الحدث المهم شهادة ناصعة على استيفائها المعايير العالمية في الحوكمة والاستدامة، والالتزام بها في إدارة الثروات، وبراعة تنميتها واستثمارها.
وقال سُموّ السّيد ذي يزن: “من حسن الطالع أن تأتي هذه الاستضافة وسلطنتُنا استطاعت -بفضلٍ من الله عز وجل ثم برؤيةٍٍ ثاقبةٍ من سُلطانها المعظّم- اجتياز دروب التحديات الاقتصادية بخطى ثابتة، وليس أدلّ على ذلك نجاحها في إعادة تصنيفها الائتماني دولة ذات درجة استثمارية؛ لتواصل مسارات الاستقرار والازدهار، وتفتح ذراعيها أمام الاستثمارات العالمية، مرتكزةً على إرث كبير، ورؤية مستقبلية طموحة، وفرص واعدة فريدة في جميع القطاعات الحيوية”.
وأضاف سُموُّه: “نحن نرى أن هذا الاجتماع ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو فرصة ثمينة وسانحة لاستعراض الإمكانات الاستثمارية المتنوعة التي تزخر بها بلادنا الطيبة، وتعزيز العلاقات مع مختلف الصناديق السيادية في دول العالم، وبناء شراكات استراتيجية معها تعود بالنفع على الجميع، والإسهام في تحقيق رؤية عُمان 2040 الطموحة التي تنطلق من حاضر زاهر، وتأسيس غدٍ مشرقٍ تستنير به أجيالنا القادمة؛ بفضل حكمة قائدنا الحكيم، ورؤيته السديدة”.
من جانبه قال معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني إن المحافظ الاستثمارية للجهاز تُسهم بصورة مباشرة في دعم الاقتصاد الوطني وصناعة فرص التوظيف والأعمال وتطوير صناعات المستقبل بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، حيث عزز ذلك تأكيد مكانة سلطنة عُمان، ورفع تصنيفها إلى مستوى الجدارة الائتمانية؛ ما يعكس قوة الوضع المالي وشفافية عمليات الجهاز.
وأكد معاليه في كلمته أن استضافة سلطنة عُمان هذا الاجتماع تُعد فرصةً للتعرف على المقومات الاستثمارية التي تتمتع بها وإبراز سعيها والتزامها بتحقيق شراكات استثمارية مستدامة مع أكبر صناديق الثروة السيادية العالمية، وعملها الدؤوب في فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف القطاعات وجعل سلطنة عُمان أرضا خصبة جاذبة للاستثمارات.
من جهته أشار عبيد عمران رئيس مجلس إدارة المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية إلى أن العصر الحالي مليء بالتغيرات والتقلبات الاقتصادية على الصعيد العالمي، ومن ذلك بروز الذكاء الاصطناعي في بيئة سريعة التطور باعتباره رمزًا للأمل، وفي الجانب الآخر قد يكون سببا لتحديات وتهديدات واسعة؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع مواكبة السرعة باتخاذ قرارات حكيمة وحذرة تسهم في الحدّ من ارتفاع التهديدات السيبرانية واستخدام الذكاء الاصطناعي بصورة استراتيجية ومسؤولة، لتحقيق التوازن بين استثمار هذه الفرص والتطورات التقنية والمسؤولية في الحفاظ على الاستقرار المالي العالمي، إلى جانب تعزيز مبادئ “سانتياغو” والحوكمة السليمة والتطلع نحو مستقبل أكثر إشراقًا وطموحًا.
وتحدث رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن الابتكار والذكاء الاصطناعي باعتباره قوة دافعة للتغيير والاستدامة في الاقتصاد العالمي، وقال: من المهم أن تُعطى الأولوية للمبادئ الإنسانية والأبعاد الأخلاقية المرتبطة بالأمان في التوجه الحالي لإنشاء وتطوير تقنيات الذكاء الاقتصادي.
وأكد إيلون ماسك في كلمته عبر الاتصال المرئي على أهمية استثمار صناديق الثروة السيادية في مشروعات تنموية مستدامة في قطاعات الابتكار والذكاء الاصطناعي، مشددا في الوقت نفسه على دور التقنية الحديثة في تعزيز الاستثمارات وتحقيق العوائد الاقتصادية للدول.
كما أكد روبرت سميث رجل أعمال أمريكي في كلمته خلال المؤتمر على أهمية الاستغلال الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص؛ مشيرًا إلى أن هناك العديد من شركات المحافظ الاستثمارية تستغل حاليًّا هذه التقنيات في عملياتها.
وقد خصص جهاز الاستثمار العُماني “المندوس العُماني” شعارًا للاجتماع، الذي يستلهم من الجذور العميقة في التراث العماني، حيث يستخدمه العُمانيون عبر التاريخ لحفظ أغلى ممتلكاتهم.
كما تم إصدار العملة التذكارية والطابع البريدي من قِبل جهاز الاستثمار العُماني بالتعاون مع البنك المركزي العُماني بمناسبة استضافة سلطنة عُمان لهذا الاجتماع، التي عكست جوهر الفن العربي الأصيل وتاريخ عُمان البحري العريق، من خلال تصميم استثنائي يُبرز إبداع العُمانيين وتراثهم الثقافي الغني، وتجسيد عناصر رئيسة من التراث العُماني، والتأكيد على أن “عُمان أرض الفرص”.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى الذي يستمر حتى بعد غدٍ الأربعاء مجموعة من الجلسات الحوارية والاجتماعات لمناقشة الموضوعات المتعلقة بعالم الاستثمار، بما في ذلك تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد، كما سيتم انتخاب مجلس إدارة جديد للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية.
كما يشتمل جدول الأعمال على جولات سياحيّة لمعالم تاريخيّة وحضاريّة تشمل دار الأوبرا السُّلطانية ومدينة مسقط القديمة وقلعة الميراني ومدينة نزوى ومتحف عُمان عبر الزمان.
/العُمانية/