تذهب المدارس الدبلوماسيَّة المُتخصِّصة بفنِّ البروتوكول والإتيكيت إلى تقسيم الفعاليَّات والأنشطة الرسميَّة من حيث المناسبة (الوقت، الحضور، المكان، مستوى المناسبة، طبيعة الأكل، الهدايا، نَوْع الحضور، المدعوون مختلط أو نساء فقط، محليَّة أو دوليَّة).. وغيرها من التَّقسيمات للفعاليَّات والمناسبات الرسميَّة، معتمِدةً على مفاهيم البروتوكولات الدوليَّة والمحليَّة، بل ذهبتْ إلى أكثر من ذلك بتقسيم بروتوكول وإتيكيت الفعاليَّات استنادًا إلى الفصول الأربعة (الخريف، الشِّتاء، الرَّبيع والصَّيف)، وبالتَّالي وضعتْ أولويَّات الحضور، معتمِدةً على البروتوكولات الدّوليَّة والمحليَّة.
إنَّ سِمات ومقرّرات فنِّ الدبلوماسيَّة تؤكِّد اعتماد مفاهيم البروتوكول والإتيكيت في حضور هذه الدَّعوات أم الفعاليَّات الرسميَّة. فعلى سبيل المثال: حضور سيِّدي صاحب السُّمو ذي يزن الاستعراض الكبير (الموسيقى العسكريَّة) في دار الأوبرا السُّلطانيَّة مساءً، حيث كان يرتدي الدشداشة الدَّاكنة بِدُونِ بِشْت مع بقيَّة معالي الوزراء وكبار الشَّخصيَّات، وفي بعض الفعاليَّات نرَى سُموَّه بالدِّشداشة البيضاء والبِشْت، وأخرى فقط يرتدي دشداشة ذات لون فاتح، وهذا ما تقصده المدارس الدبلوماسيَّة المُتخصِّصة بذلك. وكما هو معلوم فإنَّ صاحب السُّمُو ابن الخارجيَّة وثري بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت بحضور الفعاليَّات الرسميَّة على مختلف أنواعها، لذلك على البقيَّة بمختلف شرائح ومناصب المُجتمع لا يجوز إطلاقًا حضور حفل عشاء رسمي أو أيِّ دعوة رسميَّة ليليَّة بالدشداشة البيضاء أو بدلة ذات ألوان فاتحة، حيث بالإضافة إلى توقيتات الوصول والمغادرة وفنِّ المجاملة وفنِّ إدارة الحديث والأحاديث المحضورة.. وغيرها من المحاور ذات الأهميَّة الكبرى في كاريزما الشخص الحاضر الفعاليَّة.
نتطرق في مقال اليوم حَوْلَ الحضور في الفعاليَّات الرسميَّة الليليَّة مِثل: (العيد الوطني، ذكرى استقلال، حفل عشاء بعد توقيع اتفاقيَّات، حفل عشاء تكريم شخصيات، حفل عشاء مؤتمر محلي أم دولي.. وغيرها من المناسبات الليليَّة بحيث يكُونُ الحضور مشتركًا (مختلطًا).
من أهمِّ النِّقاط الجوهريَّة للحضور من العنصر النِّسائي: الابتعاد عن استخدام المكياج الصَّارخ دُونَ الاهتمام بِلَوْنِ البَشَرة ولوْنِ الملابس وطبيعة ونَوْع المناسبة، عدم الوقوف في الصَّف الأوَّل إن لم تكُنْ من فئة VIP، تبادل البطاقة الشخصيَّة لِمَن يرغب بذلك وعدم طلبها من الأشخاص الَّذين لم يبادروا بذلك، الالتزام الكامل بمهارة إدارة الوقت والحضور بالوقت المُحدَّد لها وليس مع راعي الحفل، عدم الذَّهاب إلى غرفة الضِّيافة مع كبار الشَّخصيَّات إن لم تكن مدعوةً بذلك، الالتزام الكامل بإتيكيت الطَّعام وعدم التَّزاحم على الأكل، الالتزام الكامل بإتيكيت الطَّعام من خلال استخدام أدوات الأكل الصَّحيحة، اختيار ألوان الملابس الدَّاكنة وليس الشعاعيَّة مِثل: اللَّوْن الأحمر؛ لأنَّه ليس حفل توزيع السجَّادة الحمراء، عدم الوقوف مع كبار شخصيَّات بِنَفْس المستوى.. وغيرها من المفردات الواجب الالتزام بها وخصوصًا موضوع إتيكيت الجلوس، إذا كان هناك جلوس لا يحبذ إطلاقًا وضع الأرجل الواحد فوق الأخرى.
أمَّا بالنِّسبة للحضور الرِّجالي: فارتداء الألوان الدَّاكنة سواء (المصر أو الدشداشة)، لا يُفضَّل أبدًا لبسُ البِشْت والخنجر إن لم تكُنْ من ضِمن قائمة كبار الشَّخصيَّاتِ والضيوف، الالتزام الكامل بالحضور بالوقت المُحدَّد، يُستحسن التَّعارف وتبادل البطاقة الشَّخصيَّة مع الشَّخصيَّات ذات العلاقة وعدم إحراج كبار الشَّخصيَّات بطلبِ الرَّقم الخاصِّ أو الدُّخول في مناقشات سياسيَّة أو تطلب رأيه في حادثة أو موقفٍ سياسي؛ لأنَّ ذلك ليس من بروتوكولات حضور الفعاليَّات أو الأنشطة، لا يُفضَّل إطلاقًا الوقوف في الصَّف الأوَّل أو التَّزاحم على موائد الطَّعام وأنتَ صاحبُ الأرض، عدم ملء الصحن بعدَّة أنواع من الطَّعام، الالتزام التَّام بإتيكيت الطَّعام؛ لأنَّ صحيحَ الطَّعام مجانًا ولكن صحَّتَك أهمُّ من ذلك، الاستخدام الأمثل لأدوات الأكل، عدم التَّزاحم أو الوقوف في الصَّف الأوَّل أو الجلوس بالمقاعد المُخصَّصة لكبار الشَّخصَّيات أو كبار الضيوف، عدم الخوض في مناقشات سياسيَّة وأحداث دينيَّة والالتزام الكامل ببروتوكول الأحاديث المحظورة، كن بارعًا بفنِّ المجاملة وإدارة الحديث وتبادل الآراء برحابة صدر وذات كاريزما مؤثِّرة وإيجابيَّة بَيْنَ الحضور.
في الختام، إنَّ حضور الفعاليَّات الدّوليَّة والمحليَّة، سواء داخل البلد أو خارجه، فيها دلالاتٌ واضحةٌ لكاريزما الشَّخص والَّتي تنعكس على اسْمِ بلده وجِهَة عملِه؛ لذلك عَلَيْه أوَّلًا الاطِّلاع والالتزام الكامل بالمهارات الدبلوماسيَّة بمختلف أنواعها، ومِنْها: إتيكيت اختيار ألوان الهندام الخارجي (الملابس/ مهارات القيادة وفنّ المجاملة وإدارة الحديث وكاريزما الحضور وإدارة الوقت وإتيكيت استخدام الهاتف.. وغيرها من سِمات كاريزما النموذجيَّة بحضور والفعاليَّات الرسميَّة بمختلف أنواعها سواء (لقاءات رسميَّة، مراسيم توقيع اتفاقيَّات، لقاءات صحفيَّة، مؤتمرات محليَّة ودوليَّة، إلقاء محاضرات أو كلمات ترحيبيَّة.. وغيرها من الفعاليَّات والأنشطة).
د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت