◄ يساهم المهرجان في تعزيز الهوية العمانية ويعكس روح التعاون والتفاعل بين مختلف فئات المجتمع
في حفل مُبهِر وفي أجواء شتوية جميلة افتتح مهرجان صحار الثالث في حلته الجديدة وفعالياته المُثيرة، ويُعد المهرجان أحد الوجهات المفضلة على مستوى سلطنة عمان والدول الخليجية الشقيقة لإبرازه لأهم الفعاليات الثقافية والتراثية، ولتجسيده لروح التنوع والثراء الثقافي الذي تتمتع به محافظة شمال الباطنة، حيث يجمع بين التراث البحري والزراعي والبدوي، ويقدم تجربة فريدة للزوار من جميع الأعمار.
ويتميز مهرجان صحار الثالث بوجود قرى تراثية تمثل مختلف جوانب الحياة العمانية، فهناك القرية البحرية التي تعرض تقنيات الصيد التقليدية، وتقدم للزوار فرصة التعرف على حياة الصيادين وأدواتهم، كما توجد القرية الزراعية التي تُسلط الضوء على الزراعة التقليدية والمحاصيل المحلية، مما يعكس أهمية الزراعة في الثقافة العمانية، والقرية البدوية التي تقدم لمحة عن حياة البدو وتقاليدهم حيث يمكن للزوار تجربة بعض الأنشطة التقليدية والتعرف على الحرف اليدوية.
ومن الفعاليات التقليدية التي شهدها المهرجان هذا العام إدخال فعاليات جديدة تهدف إلى جذب المزيد من الزوار، من بين هذه الفعاليات تنظيم مسابقات شاطئية للقوارب التقليدية (الشوش) ومسابقات للتجديف وهذه المسابقات تقام نهاية كل أسبوع على شاطئ اليوبيل، ولها جمهورها المُحب الذي يعرف تفاصيلها ويتحمس للمشاركة فيها، وهذه الأنشطة تعزز من روح المنافسة وتوفر للزوار فرصة للاستمتاع بأجواء البحر.
ويُعد مسرح الطفل من أبرز معالم مهرجان صحار الثالث؛ حيث يقدم فعاليات يومية مخصصة للأطفال وتتنوع العروض بين الألعاب التفاعلية والمسابقات الثقافية والتراثية والترفيهية والسحوبات والهدايا، مما يجعل الأطفال في حالة من الانبهار والمرح، ويهدف هذا المسرح إلى تعزيز الإبداع والخيال لدى الأطفال، ويُعتبر منصة مثالية لتعليمهم القيم الثقافية والتراثية بطريقة ممتعة.
وفي ثنايا المهرجان هناك ألف قصة وقصة يتخيلها الأطفال ويحبون تفاصيلها والتمسك بها، ويستهدف المهرجان هذه الفئة بالكثير من الاهتمام؛ حيث يوفر لهم متعة الألعاب الكهربائية والمائية، مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات وتضيف لمسة من المرح والإثارة، وتجعل من المهرجان تجربة لا تُنسى.
وفي الختام.. يُعد مهرجان صحار تجسيدًا حقيقيًا للتنوع الثقافي والتراثي من خلال تقديمه لقرى تراثية وفعاليات جديدة، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية، ويساهم المهرجان في تعزيز الهوية العمانية ويعكس روح التعاون والتفاعل بين مختلف فئات المجتمع، فالمهرجان ليس مجرد احتفالية، بل هو تجربة ثقافية غنية تترك أثرًا في نفوس الزوار، وتُؤكد على أهمية التراث في تشكيل الهوية الوطنية، ويؤكد حرص القائمين على جعل المهرجان من المجتمع وللمجتمع، ويمثل إضافة وقيمة لكل الفئات المشاركة التي تنتظر المهرجان في كل عام ليحقق كل فرد ومؤسسة وشركة الفائدة التجارية والاقتصادية وتحقق المحافظة رواجًا سياحيًا.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
د. خالد بن علي الخوالدي