مع سرعة الأيام والسنين تدركنا حكمة الله في خلقه، ومع مرور الزمن يدركنا الرحيل الأبدي، وتبقى ذكرياتنا مع الآخرين هي الحياة في الدنيا، كان صديقنا الراحل هادئاً في تعامله، راقيًا في حديثه، حكيمًا في ردوده، كان مكافحًا صبورًا من أجل تحقيق طموحاته برغم قساوة الحياة التي كان لها الأثر الصعب على نفسه منذ طفولته.
لا شك أن الموت طريقٌ كلنا سالكوه وسيدركنا وإن كان قاسيًا علينا، فالله سبحانه وتعالى له الحق والحكمة في ذلك، ودّعناك يا عزيز علينا، وواريناك التراب بالحزن، ونقول ذهب رمز من رموز ( محيضيب ) بعد صراع مع المرض الذي أصابه، عشت طيبًا للذكر، وودعناك بمزيد من الفخر، عشت طيبًا للقلب، حكيمًا صلبًا، لقد كان فقيدنا – رحمه الله – يملك قلبًا متسعًا للجميع، وأخًا عزيزًا لمن عرف أسلوبه الجميل، ووجهًا بشوشًا للجميع .. نم قرير العين أيها الصديق والزميل فلقد تركت فينا سيرتك الحسنة.
لم نستطع أن نوفي فيك معاني الإخاء ونبل الأخلاق مهما حاولنا التعبير .. صديقنا وزميلنا الراحل سالم بن عبيد بن الشين القطيطي – رحمك الله رحمةً واسعةً أيها الصديق العزيز، إننا نستمد من كرم أخلاقك الكثير، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلّف وراءه حسن العشرة في حياته مع أفراد مجتمعه.
وداعًا أيها الصديق الباقي في قلوبنا، ورحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، وجعل الجنة مأواك إنّه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
سالم .. نشرت بيننا من عبير وجودك بقدر الابتسامة التي أهديتها لنا، وبقدر الأخلاق الجميلة التي عاملتنا بها، ولكننا في الوداع تعجز ألسنتنا، ولن نقول إلا ما يرضي الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
أسأل الله أن يرحم أبو خالد برحمته الواسعة، ويغفر له مغفرة من عنده، ويلهم أهله وذويه وأحبابه الصبر والسكينة والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خليفة البلوشي