مجلس الأمن:
مجلس الأمن هو الذِّراع الأقوى للأُمم المُتَّحدة، والأداة الأبرز لِتَطبيقِ القانون الدّولي، من أهدافه الحفاظ على السِّلم الدّولي، وحلُّ النِّزاعات، وفرض احترام القانون الدّولي، أُنشئ مجلس الأمن وفقًا للمادَّة الـ(23) من ميثاق الأُمم المُتَّحدة بغرض الحفاظ على السّلم والأمن الدوليَّيْنِ، وهو الجهاز الوحيد الَّذي له سُلطة اتِّخاذ قرارات تلتزم بتنفيذها الدوَل الأعضاء بموجب الميثاق، أمَّا أجهزة الأُمم المُتَّحدة الأخرى فهي تقدِّم توصيات إلى الحكومات وبموجِب الميثاق، تقع على عاتق مجلس الأمن المسؤوليَّة الرَّئيسة عن صون السِّلم والأمن الدوليَّيْنِ.
وللمجلس (15) عضوًا خمسة أعضاء دائمين وهم: (الولايات المُتَّحدة، روسيا الاتحاديَّة، المملكة المُتَّحدة، الصين، فرنسا) وعشرة غير دائمين: (خمسة مقاعد للدوَل الإفريقيَّة والآسيويَّة، مقعدان لدوَل أميركا اللاتينيَّة، مقعدان لدوَل غرب أوروبا والدوَل الأخرى، مقعد لدوَل أوروبا الشرقيَّة)، ولكُلِّ عضوٍ صوتٌ واحد، وبموجب الميثاق، على جميع الدوَل الأعضاء الامتثال لقرارات المجلس، ويتولى رئاسة المجلس كُلٌّ من أعضائه بالتَّناوب لِمُدَّة شهر واحد.
وبالنِّسبة إلى اللُّغات الرَّسميَّة والمعتمدة في الأُمم المُتَّحدة فهي: (الإسبانيَّة، الإنجليزيَّة، الروسيَّة، الصينيَّة، العربيَّة، الفرنسيَّة)، وقد بدأ تاريخ اللُّغة العربيَّة في الأُمم المُتَّحدة فعليًّا في عام 1955م لكنَّها لم تكُنْ لُغةً رسميَّة، ولم يكُنْ يُترجَم إِلَيْها سوى قدر محدود من الوثائق.
وأصدرتِ الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة قرارها رقم:(3190) عام 1973م الَّذي تمَّ بموجبه التَّعامل باللُّغة العربيَّة ضِمْن لُغات العمل الرَّسميَّة في الأُمم المُتَّحدة، وفي عام 1974م تمَّ إدراج اللُّغة العربيَّة كلُغة عمل في المجلس التَّنفيذي لليونسكو في جدول الأعمال، بناءً على طلبٍ من الجزائر، والعراق، وليبيا، والكويت، والسعوديَّة، واليمن، وتونس، ومصر، ولبنان.
وتنفيذًا لذلك أُنشئت أقسـامٌ للتَّرجمـة التَّحريريَّة والشَّفويَّة العربيَّة في جنيف، كما أُنشئ قِسمان للتَّرجمة التَّحريريَّة العربيَّة في اللَّجنة الاقتصاديَّة لغرب آسيا ومقرُّها حاليًّا بيروت واللَّجنة الاقتصاديَّة لإفريقيا ومقرُّها (أديس أبابا).
ويَقُومُ على خدمات اللُّغة العربيَّة في المقرِّ عدَّة أقسام هي: دائرة التَّرجمة التَّحريريَّة ووحدة تجهيز النُّصوص العربيَّة ويضمهما طابق واحد هو الطَّابق السَّابع عشر في مبنى الأُمم المُتَّحدة، وقِسم التَّرجمة الشَّفويَّة، وقِسم التَّدقيق اللُّغوي، وقِسم تحرير الوثائق الرَّسميَّة، وقِسم تصحيح التَّجارب الطباعيَّة وكُلُّها تتبع إدارة شؤون الجمعيَّة العامَّة وخدمات المؤتمرات، أمَّا بقيَّة المجالس فسوف نتطرَّق إِلَيْها باختصار بالمقالات القادمة.
(اتِّخاذ القرارات): يتطلب اتِّخاذ القرارات المُتعلِّقة بالمسائل الإجرائيَّة موافقةَ تسعة أعضاء من الخمسة عشر عضوًا، أمَّا المسائل الموضوعيَّة فتُتَّخذ القرارات بشأنها عقبَ تأييد تسعة أصوات تضمُّ الخمسة الدَّائمِين وتمتنع عن التَّصويت الدوَل الَّتي تكُونُ طرفًا في النِّزاع.
وتتمتَّع الدوَل الكُبرى وفقًا لقاعدة (إجماع الدوَل الكُبرى) بحقِّ النَّقض (الفيتو) الَّذي يلقَى معارضةً شديدة من الدوَل الصَّغيرة، وفي حال اتِّخاذ المجلس قرارًا بالمنعِ أو الإنفاذ ضدَّ دَولة عضو، تعلِّق الجمعيَّة العامَّة عضويَّة تلك الدَّولة وامتيازاتها، وفي حال تكرارها الخروج عن مبادئ الميثاق يجوز للجمعيَّة العامَّة إلغاء عضويَّتها وفقًا لتوصية المجلس.
ويحقُّ للدوَل الأعضاء في الأُمم المُتَّحدة، وليس في مجلس الأمن، المشاركة في مناقشات المجلس دُونَ حقِّ التَّصويت، ويضع المجلس شروط مشاركة الدوَل غير الأعضاء في الأُمم المُتَّحدة والَّتي تكُونُ طرفًا في النِّزاع.
(قراءة ومتابعة بسيطة لقرارات مجلس الأمن): نجد الفعل غالبًا يكُونُ مقرونًا بحرفِ التَّوكيد (إذ) على سبيل المثال (إذ يؤكِّد، إذ يلاحظ، إذ يتصرَّف)، وهذا الأُسلوب جاء من الصِّياغة الربَّانيَّة في القرآن الكريم، حيث وردتْ كلمة (إذ) أكثر من (25) مرَّةً في سُورة البقرة ووظيفتها التَّأكيد على قوَّة الفعل والَّذي لا يقبلُ المناقشة أو التَّغيُّر.
د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت