الجمعة, ديسمبر 5, 2025
  • Login
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
No Result
View All Result




Home مقالات

سرّ السكينة .. كيف أنقذ الإسلام روح الإنسان الحديث

10 نوفمبر، 2025
in مقالات

في عالم يتسارع فيه كل شيء، أصبح الإنسان يركض خلف الماديات دون أن يلتفت إلى ما ينهشه من الداخل، يعيش بين صخب المدن، وضجيج الأخبار، وتراكم المهام اليومية، حتى فقد قدرته على الإصغاء إلى صوته الداخلي، يملك من وسائل الراحة ما لم يملكه أسلافه، لكنه لا يعرف للراحة طعماُ، ويملك بيتاً فخماً، لكنه يشعر بالضيق، ويملك آلاف المتابعين لكنه يعاني الوحدة.

لقد دخل الإنسان المعاصر مرحلة من الاغتراب عن ذاته، وغرق في عالم يقدس الإنتاج على حساب الإحساس، ويرفع من شأن الآلة على حساب الروح، وهنا يظهر الإسلام لا كمنظومة شعائر، بل كمنهج إلهي شامل، يعيد التوازن إلى الكيان الإنساني ويقدم حلولاً نفسية وروحية لأعمق أزمات الإنسان الحديث.

والإسلام يدرك طبيعة الإنسان بكل أبعادها، فهو لا ينظر إليه على أنه مادة فقط أو روح فقط، بل مزيج متكامل من الجسد والعقل والوجدان، ومن هنا كانت تشريعاته متوازنة لا تميل إلى الزهد المطلق ولا إلى الانغماس المادي، بل تضع في كل جانب حدّه العادل، قال تبارك وتعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، وهذا التوجيه القرآني يُعبّر عن جوهر الوسطية التي جاء بها الإسلام؛ أن يعيش الإنسان دنياه دون أن ينسى آخرته، وأن يستمتع بنعمة الله دون أن يعبدها.

وإن الإنسان اليوم يعيش أزمة فراغٍ روحي خانقة، رغم ما يملك من رفاهية مادية، لقد ملأ حياته بالماديات لكنه لم يملأ قلبه بالمعنى، تتعدد الشهادات والوظائف والملذات، ولكنّ الإحساس بالضياع يزداد، وهنا تأتي رسالة الإسلام التي تذكر الإنسان أن المعنى لا يُصنع بالمال ولا بالمكانة، بل بالقرب من الله، يقول تبارك وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، فالحياة الطيبة هنا هي حياة السكينة الداخلية التي لا تُشترى.

ومن أعمق مظاهر رحمة الإسلام أنه قدّم حلولًا نفسية وروحية شاملة تسبق علم النفس الحديث بقرون طويلة، فالقرآن الكريم حين يتحدث عن “الطمأنينة” و”السكينة”، لا يتحدث بلغة وعظية فقط، بل بلغة تحليلية تلامس جوهر الاضطراب النفسي، إن الطمأنينة التي يزرعها الإيمان في القلب تشبه حالة الاتزان النفسي التي يسعى إليها علماء العلاج السلوكي اليوم، ففي علم النفس الحديث، تُستخدم أساليب التأمل والتركيز الذهني لعلاج القلق، بينما كان الإسلام قد أرسى هذا المفهوم في الذكر والتفكر منذ أربعة عشر قرناً. والذكر ليس مجرد تكرار لفظي، بل هو حضور قلبي يجعل الإنسان يعيش في لحظته بوعيٍ وسكينة. يقول تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

بالتالي إن الفراغ الروحي في زمن الماديات هو جوهر مأساة الإنسان الحديث، فحين تُفرغ القلوب من الإيمان، تملؤها الأوهام. يبحث الإنسان عن السعادة في المظاهر، في الماركات، في الشهرة، لكنه لا يجد إلا مزيداً من القلق، وقد قال ابن القيم رحمه الله: “في القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته.” هذه ليست مجرد حكمة روحية، بل قاعدة علاجية، فكل اضطراب نفسي في جوهره هو صراع بين فراغٍ داخلي ورغبة في الامتلاء. والإسلام قدم العلاج منذ البداية: املأ قلبك بالإيمان، تملأ حياتك بالسكينة.

ولذلك جعل الإسلام العبادات ليست طقوسًا جامدة بل أدواتٍ نفسية وروحية متكاملة لإعادة التوازن. الصلاة، مثلاً، ليست حركاتٍ جسدية بل لقاءٌ يومي مع الله يحرر الإنسان من ضغط الواقع، عندما يقول النبي صلى الله وعليه وآله وسلم: “أرحنا بها يا بلال”، فهو لا يطلب أداء فريضةٍ مفروضة، بل راحة روحية وطمأنينة داخلية، وفي لحظة السجود، يبلغ الإنسان ذروة الاتزان، لأنه يضع جبينه على الأرض خاضعاً لخالقه، فيشعر بعظمة داخلية تتجاوز هموم الدنيا، ولهذا نجد كثيراً من العلماء المعاصرين يؤكدون أن للصلاة أثراً بيولوجياً في خفض القلق وتنظيم التنفس وتحسين إفراز هرمونات السعادة، وهو ما يؤكد أن العبادة في الإسلام ليست مجرد تكليف بل علاج.

وكذلك الصيام، الذي يعتبره البعض حرماناً، هو في حقيقته تدريب على السيطرة على النفس، وكبح جماح الرغبات، وتحرير الإنسان من عبودية الجسد، في الصيام يتعلم الإنسان أن السعادة ليست في الأكل والشرب، بل في الانتصار على شهواته، ومن الناحية النفسية، يُعيد الصيام ضبط العلاقة بين الإرادة والهوى، وهي لب كل علاج سلوكي، ولذلك قال الإمام الغزالي: “الصوم جُنّةٌ، لأنه يكسر شهوة النفس ويعلمها الصبر.”

أما الزكاة، فهي ليست مجرد نظام اقتصادي بل نظام نفسي عميق، فهي تعالج مرض الجشع الذي يدمر المجتمعات الحديثة، فالعطاء في الإسلام ليس تفضّلًا بل واجب، والإنفاق لا يُنقص المال بل يزكيه، وحين يعطي الإنسان، يشعر بالراحة والرضا، وهي إحدى أهم المشاعر التي يبحث عنها علماء النفس الإيجابي اليوم، فالعطاء يُفرز في الدماغ هرمونات السعادة، كما أثبتت الدراسات، لكنه في الإسلام عبادة يبتغي بها المؤمن وجه الله تبارك وتعالى، فينال السعادة في الدنيا والآخرة معاً.

ثم تأتي فريضة الحج، التي تمثل ذروة التوازن بين الروح والجسد، بين الفرد والجماعة، يقف الناس في عرفة متجردين من كل مظاهر الطبقية، ليذكرهم الإسلام بحقيقة المساواة الإنسانية، هذه التجربة الروحية تمنح الإنسان شعوراً بالانتماء والطمأنينة لا يمكن لأي نظام دنيوي أن يقدمه، وقد أشار الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه “حضارة العرب” إلى أن روح الإسلام تُحدث في الإنسان نوعاً من السلام الداخلي يجعله أكثر اتزاناً من معاصريه الغربيين.

وإن أزمات القلق والاكتئاب التي تملأ العالم الحديث هي في جوهرها صراعات وجودية، الإنسان المعاصر لا يعرف لماذا يعيش، ولا إلى أين يتجه، لأنه فقد الغاية الكبرى. والإسلام منذ البداية قد حدد الهدف بوضوح: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، هذه الآية تحرّر الإنسان من العبثية وتمنحه بوصلة وجودية، فالعبادة ليست طقسًا فقط، بل معنى يجعل كل فعلٍ في الحياة ذا قيمة، حتى العمل والسعي والعلم إذا صاحبه نية صالحة، بهذه الرؤية، تتحول الحياة اليومية إلى طاقة إيجابية متجددة.

بالإضافة إلى ذلك، إن السكينة في القرآن الكريم هي أعظم ما يُمنح للمؤمن في مواجهة العواصف النفسية، فهي ليست سكوناً سلبياً، بل طاقة إيمانية تمنح الإنسان الثبات في الأزمات. يقول تبارك وتعالى: ﴿فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾، وكأنها نورٌ يُلقى في القلب فيستقر بعد اضطراب، هذه السكينة تجعل المؤمن متماسكاً حين ينهار الآخرون، وتمنحه قدرة على الرضا حين يعجز الناس عن التفسير، فالإيمان بالقضاء والقدر ليس جمودًا، بل علاج للقلق الوجودي، لأنه يعلّم الإنسان أن ما كتب الله له لن يخطئه، وهذا التسليم لا يعني الاستسلام، بل الطمأنينة في السعي.

ومن زاوية قانونية، فإن الإسلام لم يقدّم فقط منظومة روحية بل منظومة تشريعية تضمن الأمن النفسي للمجتمع، فالشريعة تُوازن بين حق الفرد وحق الجماعة، وتحمي الإنسان من الظلم والاستبداد، حين يشعر الإنسان أن القانون الإلهي يحميه، تزول عنه مشاعر الخوف والاضطراب، والأمن القانوني هو أساس الاستقرار النفسي، وإن العدالة في الإسلام ليست مبدأً مجرداً، بل شعور ينعكس على وجدان الفرد، ولهذا قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾، لأن العدل الخارجي يولّد إحساناً داخلياً، ومن هنا أرى أن إعادة تفعيل القيم العدلية الإسلامية في المجتمع هو أحد أنجع طرق العلاج الجماعي للاكتئاب الاجتماعي المعاصر، لأن الناس حين يثقون بأن حقوقهم محفوظة، يهدأون نفسياً ويطمئنون وجودياً.

ومن الواجب علينا كمجتمع مسلم أن نعيد اكتشاف هذا البعد النفسي في ديننا، وأن نقدمه بلغة يفهمها الجيل الجديد، فالدعوة إلى الإيمان ليست مجرد خطب، بل خطاب توعية علمي وروحي يبين كيف يمكن للإسلام أن يخفف القلق ويزرع الأمل، يجب أن تتحول المساجد والمنابر إلى مراكز طاقة إيجابية، تزرع في الشباب الثقة بالله لا الخوف منه، وتقدّم الدين كطريق للسلام النفسي لا كمجموعة من المحرمات.

وإن المقالات والبحوث التي تتناول هذا الجانب يمكن أن تكون وسيلة فعالة في توعية المجتمع، فالناس اليوم متعطشون للمعنى، يبحثون عن شيء يُنقذهم من الانهيار الداخلي، ولا علاج أنفع من الكلمة الصادقة التي تذكرهم بأن الله أقرب إليهم من كل ما يطاردونه، علينا أن نعيد تعريف “الرفاهية” من جديد: ليست في المال ولا في الترف، بل في راحة القلب، وراحة القلب لا تُشترى بل تُوهب بالإيمان.

ولعل من أبلغ ما قيل في هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له.” هذا الحديث وحده دستور نفسي متكامل، يلخص فلسفة الحياة في الإسلام: السلام الداخلي لا يعتمد على الظروف، بل على الموقف منها.

وإن الإسلام في جوهره مدرسة لإعادة بناء الإنسان من الداخل، إنه لا يعالج الأعراض، بل يداوي الجذر: القلب، فإذا صلح القلب صلح كل شيء، والعودة إلى الله ليست دعوة للتقوقع، بل دعوة للاتزان، فالإيمان لا يمنع التقدم العلمي، بل يمنع الانهيار الأخلاقي الذي يصاحبه، وفي زمن أصبح فيه الإنسان أداة في يد التقنية، يحتاج إلى من يعيد إليه إنسانيته، والإسلام يفعل ذلك بصدق.

من هنا، إن هذا الدين العظيم يقدم حلولاً نفسية وروحية لا تنتهي، لأنه ينبع من خالق النفس العارف بخفاياها، قال تبارك وتعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، فكيف يضيع من يعيش في ظل هذا القرب؟ إن القرآن الكريم دواء، والدعاء طاقة، والصلاة توازن، والصبر علاج، والذكر تنفيس، والرضا سعادة، وكلها وصفات ربانية يحتاجها العالم أكثر من أي وقتٍ مضى.

وفي النهاية، يمكن القول إن الإسلام لا يعالج أزمات الإنسان فحسب، بل يقيه من الوقوع فيها، فهو يربّي النفس على القناعة، والعقل على التأمل، والجسد على الاعتدال، وما أحوج إنسان القرن الحادي والعشرين إلى هذا التوازن بعد أن طغت المادة على المعنى.

والإسلام إذن ليس مجرد عقيدة تُؤمن، بل تجربة تُعاش، وكل من جرب السجود بصدق، أو بكى في صلاة خاشعة، أو قرأ القرآن الكريم في لحظة ضيقٍ فاطمأن، يدرك أن في هذا الدين طاقة تشفي لا يمكن تفسيرها علمياً، إنها نور القلب في زمن العتمة، وسر الطمأنينة في زمن الفوضى.

ولقد أثبت التاريخ، كما تثبت الحياة اليومية، أن الإسلام ليس مجرد موروث ديني بل هو نظام نفسي وروحي متكامل، يعيد للإنسان توازنه حين يختل، ويمنحه السكينة حين تضطرب الحياة، وإذا أردنا إنقاذ الإنسان المعاصر من ضياعه، فعلينا أن نعيد تقديم الإسلام للعالم كما هو: رسالة رحمةٍ وشفاء، لا شعاراً ولا أداة جدال، فالله تبارك وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾، وما على البشرية إلا أن تفتح قلوبها لهذا الشفاء قبل أن تزداد أمراضها النفسية والروحية تعقيداً.

عبد العزيز بدر عبد الله القطان
كاتب ومفكر – الكويت.

Share200Tweet125
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024

Exit mobile version