أكد سعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين المعتمد لدى سلطنة عُمان، أن يوم العشرين من نوفمبر يومٌ استثنائي خالد، وعلامة فارقة في تاريخ الشعب العُماني الوفيّ لقائد نهضته المتجددة، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ. وأعرب عن فخره واعتزازه بما تشهده سلطنة عُمان الشقيقة من تطور ونماء على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مما يعزز مسيرة التنمية وتطورها في مختلف القطاعات، ويجعل السلطنة في مصاف الدول المتقدمة، مستفيدة من المقومات والثروات الطبيعية التي تزخر بها محافظاتها كافة.
وقال سعادته في حديث لوكالة الأنباء العُمانية إن هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلب كل عُماني مخلص، تمثل رمزًا للإنجازات العظيمة، واستذكارًا للإرث الحضاري العريق الذي يشكّل مصدر إلهام للأجيال العُمانية القادمة، ونبراسًا للخطى الحثيثة والمتقدمة التي تمضي بالسلطنة نحو مكانة مميزة إقليميًا ودوليًا. مشيرًا إلى أن اليوم الوطني يحل هذا العام، والسلطنة تشهد نقلة نوعية في مختلف قطاعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يشكل طفرة لحاضر متطور ومستقبل واعد وزاهر.
وأضاف سعادته أن الاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان يومٌ سجله التاريخ بحروف من نور في حياة كل عُماني وعُمانية، وهو محفور في ذاكرة التاريخ العُماني، تخليدًا لذكرى أئمة وسلاطين عظام تشرفوا بخدمة عُمان وأهلها. وشدد على أن الإنجازات التي تتحقق يومًا بعد آخر تمثل ترجمة حقيقية لخطط وبرامج ومبادرات وأهداف رؤية عُمان 2040 والخطة الخمسية العشرية التي تُعد خارطة طريق للاقتصاد العُماني.
وأشاد سعادة السفير بتميز العلاقات البحرينية – العُمانية، واصفًا إياها بأنها راسخة ومتجذّرة في عمق التاريخ، وتعد نموذجًا يُحتذى؛ إذ ترتكز على أسس متينة من الأخوّة والتفاهم المشترك وتوافق وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح سعادته أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا في هذه العلاقات، انطلاقًا من رؤية القيادتين الحكيمتين، لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ـ حفظهما الله ورعاهما ـ، لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما قواسم مشتركة عديدة.
وبيّن سعادته أن الزيارة الدولية لجلالة الملك المعظم إلى سلطنة عُمان يوم الثلاثاء 15 يناير من العام الجاري، شكّلت خارطة طريق للعلاقات البحرينية – العُمانية من خلال التوقيع على نحو 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، تُترجم أهداف رؤية مملكة البحرين 2030 ورؤية سلطنة عُمان 2040. لافتًا إلى أن الجهات المعنية في البلدين بدأت تنفيذها وتفعيلها، ومشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات الأخوية بين قيادتي البلدين تشكل لبنة جديدة وقيمة مضافة في صرح العلاقات الراسخة والمتينة التي تشهد تناميًا في مختلف المجالات.
وأشار سعادة سفير البحرين لدى سلطنة عُمان إلى أن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين – والتي أُسست عام 1992 – تؤدي دورًا لافتًا في تفعيل المبادرات والمقترحات المتبادلة، وتأطيرها في حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج العمل المشتركة التي تشمل مختلف القطاعات الحيوية.
وأكد سعادته أن عزم القائدين – حفظهما الله ورعاهما – على تطوير العلاقات بين البلدين يعزز روح التعاون والأخوّة ويحفظ عمق الروابط التاريخية الوثيقة، ويبشر بمستقبل زاهر يحمل الكثير من الآمال والتطلعات والأهداف التي تدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع، ولا سيما في المجال الاقتصادي الذي يشكل قاطرة التنمية المستدامة في البلدين.
وأوضح سعادته أن الاحتفال باليوم الوطني يحل بينما تواصل النهضة المتجددة مسيرتها بثبات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، من خلال رؤية عُمان 2040 التي تتضمن أهداف التنمية المستدامة. مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تُعد من الدول الرائدة في المنطقة العربية في مجال التنمية المستدامة، حيث تبنت رؤية طموحة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتحسين مستوى المعيشة، والمحافظة على البيئة.
وأشار إلى أن السلطنة تبذل جهودًا حثيثة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، من خلال خطة وطنية تستثمر فيها أكثر من 30 مليار دولار أمريكي في اقتصاد الهيدروجين، سعيًا لأن تكون من أكبر المنتجين عالميًا بحلول عام 2030.
وأكد سعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي أن سلطنة عُمان تواصل بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على التقنية والمعرفة، مع تحسن التصنيف الائتماني نتيجة تراجع الدين العام، إضافة إلى إطلاق صندوق «عُمان المستقبل» برأسمال ملياري ريال عُماني لتمويل المشاريع الواعدة في قطاعات الاقتصاد الحديثة، وتطوير أكثر من 25 مبادرة اقتصادية

