في قسم الطوارئ بالمستشفيات الحكومية نشاهد الزحمة، والمرضى تختلف آلامهم وأوجاعهم، وساعات الإنتظار طويلة، فالأقسام الطبية لا يوجد بها سرير، وتبدأ المعاناة من الألم النفسي والجسدي للمرضى تأخذ منحى آخر، والكادر الطبي لا يستطيع فعل شيء سوى القيام بترخيص بعض المرضى بعد أخذ الإسعافات الأولية، فقسم الطوارئ هو الآخر بدأ يعطي الإشارة بعدم استيعاب المرضى، والأقسام ترسل الرسائل لا يوجد سرير.
ظاهرة مزمنة، وحلول معدومة، ومعاناة مستمرة وآثارها تكّدس المرضى، وتضاعف معاناة المريض وأسرته بسبب تأخر العلاج وانتظار السرير، وتدهور حالة المريض بسبب عدم توفر السرير، وهنا تأتي المطالبة والمناشدة بزيادة كفاءة إدارة الأسّرة وتقييم الحاجة الفعلية لكل مستشفى، والتنسيق مع مستشفيات أخرى مثل المستشفيات الخاصة لإعادة تحويل الحالات التي تحتاج لرعاية تمريضية فقط، كما يجب تفعيل دور الطواقم المسؤولة بوجود فريق مسؤول عن تنفيذ قرارات خروج المرضى وتسريع عملية دخولهم.. بصراحة كفاية ونحن نسمع في كل مرة عبارة ”لا يوجد سرير” أو إعطاء مواعيد تمتد لأشهر بل ولسنوات لمريض يمكن أن يتضاعف مرضه خلال ساعات، يُعد من أشد الأمور إيلامًا للنفس، وهذا وضع صعب سبق أن مررت به، وأدرك مدى ما يحدثه من معاناة وألم، يظل في ذاكرة الإنسان طويلًا، خاصة حينما يتوفى المريض وهو ينتظر السرير. يا مسؤولين إن كلمة يا ليت لو وفرت السرير لا تجدي نفعًا بعد فوات الأوان، فكلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا على تقصيركم وتهاونكم في أداء واجباتكم.
خليفة البلوشي
