بدأ العد التنازلي لانتخابات مجلس الشورى هذا الحدث الوطني الهام لتبدأ تجربة برلمانية جديدة لمن وفقوا ليمثلوا ولاياتهم تحت قبة المجلس .. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الجديد الذى سيقدمه بعض الأعضاء ليؤكدوا تلك الثقة التي منحها إياهم الناخبون والتي باتت بين مد وجزر في الآونة الأخيرة، وهل نحن بحاجة فقط إلى قبة برلمانية لإيصال رسائلنا ومطالباتنا والتي كثير منها لم يرَ النور؟!.
شتان بين الأمس واليوم في مستوى الوعي والثقافة البرلمانية .. فشبابنا العماني قدمت له التجارب الشورية السابقة الكثير من المعلومات وعصارات فكرية وتفتحت مداركه ليفند بين اختصاصات المجلس وصلاحياته وسلطاته التشريعية وكل ما يعنيه ليكون متحدثاً يعي نقاط حديثه، فأصبح يراقب ويتابع ويغرد تحت المظلة المشاركة الشعبية وإن كان البعض مازال يفتقر إليها لأسباب مردها حرصهم على تغذية جيوبهم بدل عقولهم وتلك فئة مازالت تتنقل هنا وهناك.
ولربما تلك البرامج التي أتت عن طريق الحملات الإنتخابية لم تغذي أوردة فكرهم ونعي تماماً الدور الذي يقوم به الأعضاء في المناقشات وطرح كل ما هو من شأنه في الرقي والنهوض بمستوى ولايتهم وليكون العضو المناسب الذي يمثل منتخبية بكل إخلاص بعيدًا عن مصالحه الشخصية وعُمان في كيانه.
نأمل أن تكون هناك إستفادة حقيقية من التجارب الانتخابية السابقة وإن لا تكون عملية إختيار المرشح لرفع هيبة القبيلة أو من يتوافق مع مصالح الناخب ومآربه الشخصية لايكترثون ولايبحثون عن من يمثلهم بالطريقة الصحيحة، ففي بداية الأمر يكون هناك التجاوب ملحوظاً والحضور بشكل لافت من قبل بعض الأعضاء ليذهب ذاك أدراج الرياح فيما بعد ويتخذ مسالك أخرى يحصد من خلالها مايريد لنفسه خلال مكوثه تحت القبة البرلمانية يغذي مصالحه الذاتية غير مكترث بمن وثقوا به وهذه نتيجة مخيبة للآمال يقع فيها الناخبين بسبب جهلهم في عملية الإختيار والتي غالباً ما تكون وجوهاً جديدة لم يعرف عنها المجتمع سابقاً ولم يتركوا بصماتهم لتكون شاهداً على اخلاصهم وحرصهم على المشاركه المجتمعية وتحقيق ما هو أفضل ليسهل بذلك عملية التعريف عن نفسه كشخصية مجتمعية معهودة بالمواقف المشرفة لولايته.
ما أود ذكره من خلال مقالي بأن هناك الكثير من المرشحين للعضوية هم من الشخصيات المثقفة والكفاءة ويمتلكون أفكاراً وعقولاً نيّره فكل منهم يحمل في حقيبته الكثير من الخطط والبرامج والتي يسعى الى تطبيقها والعمل بها ولكن أين أدوارهم كأبناء أوفياء للولاية وإن لم يحالفهم الحظ للوصول لتك القبة؟، لماذا يقف بهم الزمان عند تلك اللحظة؟، أين تذهب تلك الخطط والبرامج والطاقات المتحمسة لخدمة الوطن؟، لماذا لايكونوا جسور تواصل ويضخوا أفكارهم وآمالهم مع العضو الجديد الذي سيمثلهم يداً بيد؟، لماذا لانرى صور التكاتف هذه، وإلى متى ستظل تلك الأفكار التطويرية حبيسة حقائبهم الى المرحلة المقبلة؟، هل ولاياتنا فقط بحاجة للأعضاء تحت القبة أم لجميع السواعد لتبني عمان؟ ماذا سيحدث بعد إعلان الفوز في انتخابات مجلس الشورى لمن لم يحالفهم الحظ بالفوز؟، هل سيختفون مرة أخرى للمرحلة المقبلة وكأن العطاء وخدمة وطننا الغالي تحتاج فقط لمن يجلس على كرسي العضوية ليكون ليحصل على لقب (سعادته).
ما شاهدناه في واقع التجربة البرلمانية أنه بعد الإعلان عن الفائزين تختفي تلك الصور حتى في مخيلتنا والتي كانت تمتلئ بها الشوارع .. أين أدوارهم التي تحتاجها ولاياتهم كشخصيات فاعلة في المجتمع تترك بصماتها هنا وهناك؟! وهذا ما عرف عن مجتمعنا العماني وشخصياته التي ساهمت في بدايات النهضة لم تكن بحاجة إلى مناصب ومسميات وكراسٍ أمامية شمّر الجميع عن ساعده فكان الهدف عُمان ثم عُمان ثم عُمان.
سميحة الحوسنية
#عاشق_عمان