نسبة كبيرة من الناخبين الذي يزيد عددهم على الـ713 ألف ناخب وناخبة، في 61 ولاية من ولايات السلطنة، سوف يُشاركون في انتخابات الدورة التاسعة للفوز بعضوية بعدد 86 مقعدا بمجلس الشورى، وسوف تكون أجمل كلمة تقال بعد أقل من 24 ساعة من كتابة هذا المقال: “ألف مبروك، لقد فزت بعضوية مجلس الشورى، وأصبحت مُمثِّلا رسميا لأهالي ولايتك، وسوف تكون لديك مزايا مالية محددة، ولقب تحمله يضاف قبل اسمك، وحصانة قضائية”.
ألف مبروك، لقد قضيت الوقت الكثير لكي يتم اختيارك بين باقي المتنافسين لهذه العضوية الغالية، ربما امتدت لشهرين علانية وسنين سرًّا، وبغض النظر عن الطرق التي استطعت من خلالها الفوز بهذه العضوية، إلا أنها أكسبتك الفوز بهذا المقعد، ولا يهم ما قمت به في السابق من إعلانات أو تكتلات أو اتصالات أو زيارات أو حملات، فالمهم الآن ما سوف ينتظرك في المستقبل القريب، وعلى مدار أربعة أعوام مقلبة تبدا 2020م، وتنتهي في نهاية صيف 2024م.
المقعد غالٍ، واللقب يُشعرك بالارتياح، ووجودك تحت قبة المجلس واجهة اجتماعية، إلا أنَّ الوضع في هذه الدورة التاسعة قد تغيَّر، والدليل على ذلك الحملات المنظَّمة وتفاعل مئات الآلاف من البشر في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ومتابعتهم لهذه الحملات، وتمنياتهم لفوز فلان أو فلانة لأسباب جوهرية، وإن لم يكن ليس من ولايته، وهذه المؤشرات ما هي إلا خير دليل على أنَّ الوعي الجمعي في تنامٍ مستمر، وبشكل مضطرد.
هذه المرحلة لن تكون عادية؛ فالناخبون سوف يسألون أسئلة صعبة، ليست معتادة، لن ينتظر الناخب هذه المرحلة من مرشحيه أن يقوم بدور رجل علاقات عامة لكي ينهي بعض المواضيع في وزارة الإسكان أو الصحة أو غيرها، بل سوف يسأله عن عدد الأدوات التي استخدمها وسبب استخدامه لها، لن يسألك الناخب أو الناخبة عن الخدمات التي تقدمها البلدية، بل سوف يحاسبك على بعض القوانين والتشريعات التي لم تناقش بعد، والتي يمتدُّ أثرها على السلطنة بشكل كامل؛ فالناخب أصبح يعي الفرق بين المجلس البلدي والمجلس المعني بالتشريع والرقابة على أداء الأجهزة الحكومية.
فالعضوية ليست كالسابق “شرفية”، بل مقعد الشورى أصبح مسؤولية وطنية تحتاج مواصفات استثنائية من الفائز، وطاقة تسعَى للعمل بشكل حثيث لأجل التميز والتجديد، وقراءة من المترشِّح ومتابعة يومية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وملامسة أوضاع وهموم الناس.. رسالة أخيرة وهي أنك تستحق كلمة “مبروك” لكنها متبوعة بنصائح أو نصيحة قصيرة ملخَّصة في كلمة: “كن مستعدا للناخبين على مستوى السلطنة، فهم ليسوا كالسابق، ووعيهم تضاعف بما يتناسب ومتطلبات هذه المرحلة، وعليك أن تكون رجل أو امرأة المرحلة، فعُمان تستحق أعضاء أكفاء وناخبين أكفاء لتكون دولة عصرية ودولة مؤسسات فعَّالة”.
خلفان الطوقي
#عاشق_عمان