حقيقة اﻷمر أرى أن الحرب الواقعة هنا وهناك ، هي ليست بين مسلم وكافر ، أو سني وشيعي ، أو قبيلة ضد قبيلة أخرى ، أو حتى دولة ضد دولة أخرى ، ووجهة نظري المتواضعة ، أرى أن الموضوع أعمق وأكبر من ذلك
أرى أن هناك عصابات مشتركة بين الدول المصنعة للسلاح والمعروفة دون داعي لذكرها من جانب ، وتجار وسماسرة السلاح والخونة من الجانب اﻷخر ، وخاصة اﻷفريقي والشرق أوسطي وأمريكا الجنوبية وحتى أجزاء من أوروبا الشرقية ، هذه العصابة ووكلاء السلاح وهم قد يكونوا جزء منا هم من يديرونا اللعبة ، ويشعيلون هذه الشرارة والحروب والفتن ، فهل أي منا يتوقع أن تتوقف تجارة السلاح التي تحي وتنعش دولا ومناطق متكاملة وأعدادها بالملايبن ، أرى أن المنطق يقول أن هناك من يجب أن يشعلها ، ولا يمكن لذلك الدور أن يقوم به إلا تلك العصابة أو من يقوم بمقامهم.
في الجانب اﻷخر ، ليس من المنطق أن تتوقف هذه المصانع عن اﻹنتاج ، فكيف لإقتصاديات تلك الدول أن تخسر وتتوقف عن النمو ، وكما هو معروف أن إقتصاديات مناطق كبيرة في أمريكا وبعض الدول اﻷوروبية تعتمد إعتماد رئيسيا على السلاح ، والمستفيدين منه كثر ، والسلاح في تلك المناطق والدول هو محرك رئيسي لباقي اﻷنشطة الصغرى المرتبطة بعجلة اﻹقتصاد.
ولكي أبسط الموضوع ، إليكم المنتجات الغذائية كمثال ، هل يمكن للمنتجات الغذائية لها أن تستمر بدون وجود حاجة للأكل مثلا ، فلنتخيل قليلا ، أنه لا يوجد زبائن للمنتجات الغذائية ، فمن المؤكد أن تغلق هذه المصنائع الغذائية ، ولكن بسبب أن هناك حاجة للغذاء ، فمن المنطق أن تستمر هذه المنتجات ، ويستمر إنتاج المصنع الغذائي الفلاني ، ويستمر العمال في العمل وتنشيط عجلة اﻹقتصاد في الجانب الغذائي وبعض القطاعات المصاحبة مثل قطاع التوريد والتسويق واللوجستي وغيرها إلى يصل المنتج بيد الزبون النهائي.
لنعود لصناعة السلاح ، فلنتخيل أن الدول متصالحة ومتفاهمة ، ولا توجد بينهم أي خلافات أو توترات ، كنتيجة طبيعية سيتوقف إنتاج السلاح وتغلق المصانع ويخسر السماسرة ويسرح الآلاف من العمال والفنيين ويفقدون وظائفهم ، وبالتالي سيؤثر ذلك على الصناعات المصاحبة والخدمات اﻹستهلاكية التي لها علاقة بالبشر بشكل مباشر ، وتبهط إيرادات تلك المنطقة أو الدولة وتزيد البطالة وسيقعون في مطبات أستراتيجية وأمنية ، لذلك عليهم أن يجدوا الحل ، فأين يكمن الحل ياترى.
بما أن بعض الدول المصنعة لتلك الأسحلة مستقرة ولا توجد لديها مشاكل حدودية أو نزاعات بشكل أو بأخر ، لذلك أصبح عليها لزانا أن يختلقوا المشاكل في دولا تتميز بالقبيلية أو الطائفية أو الجهل أو تمتاز تلك الدول بسوء إدارة مواردها ، أو دول غنية لكن قرارتها بيد عدد معين ومحدد من الناس ، لذلك لم ولن يجدوا كالدول العربية أو اﻷفريقية ، ولن يجدوا وكلاء لهم لتمرير قرارت شراء السلاح كالسماسرة والذين يكونون دائما هم جزء من القرار ، وتجار السلاح وبعض الساسة الخونة لن يجدوا لهم أفضل من الطائفية أو القبلية لتبرير شراء السلاح وتحت غطاء الدين من خلال علماء المال الدنيوين أو من خلال رؤساء أحزاب كما هو واقع في بعض الدول.
فلنتامل قليلا ، أليس من الغرابة أن تكون تلك الحروب في دولا غير دولهم ، فهم بأشبه من يبيع الخمر ولا يشربه أو يصنع السيجارة ولا يدخن ، عارفا لمضارها ، ولكنه سيسوقها ويروجها بأي شكل لمن لا يعرف عواقبها ويربح من ورائها.
كما يقال أن تجارة السلاح هي “لعبة الكبار” ولن يقفهها الجميع لأن أبطالها هم من طيور الظلام والخفاء الذين لا يحترمون أي مبداء إنساني ، والضحية هو المواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة العيش لعائلته ، ويبقى المواطن البسيط مجرد أداة يحركها أناس أعدادهم بسيطة ولكن قراراتهم نافذة بشكل مباشر مثل الساسة ، أو رجال الدين أو اﻹعلام أو المرتزقة من خلال التعبيئة الفكرية الغير مباشرة.