♢في جملة من الخواطر التي نسجتها الكاتبة من صور وتشبيهات وكلمات تعد من باب التلاعب بالالفاظ دون فكرة حاضرة تناقش أمر بعينه في قالب أعتقده البعض مقالا تحت عنوان المسؤول في اجازة سفر إستهلت بالحكم المحمول على صيغة التقدير المطلق بصفة العموم التي لا إستثناء بها جميع مسؤولي البلد بالإنغلاق الفكري لحظة أن يحطون رحالهم في بلاد العالم المتحضر مكتفين بتقليد البعض في ألتقاط الصورة دون إستنباط الأفكار التي تنقل السلطنة الى مصاف الدول المتقدمة في خطوات تنتشل هذا البلد حسب زعم الكاتبة من فئة الدول المعتمدة على مصافي النفط البائدة، متجاهلة عن قصد أن إقتصاديات دول مزدهرة كسنغافورة مثلا برزت للعالم كقوى جاذبه للاستثمار نتيجة توسعها في الانفاق على مصافي النفط التي تعد أحد أفضل أوجه إستغلال ثروة النفط الذي تبيعه بعض الدول خاما مفوتة عليها فرص انتاج مشتقات عديده في تنمية مباشرة لعوائد تلك الثروة.
•أولى الصور التي بدأت بها الكاتبة عبارة عن رسم دراماتيكي لمسؤول (عماني) يمشي على بلاط شارع الشانزليزيه ذلك الشارع الذي تزعم الكاتبة في مبالغة غير طبيعة أن مجرد قطعة بلاط واحدة منه لم تنكسر او تنحرف منذ 500 عام في حين يتكسر البلاط في ارصفة بلادنا في غضون شهور فقط من تركيبه دون ان تحدد بأي موقع هو البلاط الهش الذي تنتقده ويقع تحت مسؤوليه من أم أن منهج التقدير المطلق بصفة العموم صبغة عامة لهذه الخواطر ، ولدحض هذا الافتراض نعرج على الشانزليزيه الذي أنشئ عام 1616 على يد الملكة ماري دي مديسيس الايطالية الأصل أي منذ 399 سنة فقط فمن أين أتت ال [101] سنة التي اضافتها الكاتبة الى عمر هذا الشارع الذي حمل الاسم فعليا عام 1709 أي منذ 309 لمزيد من الدقة بشأن الوجود الفعلي لما عرف اصلاحا بالشانزليزيه أما الاستغلال الفعلي لهذا الشارع فبدأ في عام 1828 عندما انتقلت ملكيته لبلدية باريس بعد تنازل البلاط الملكي وماتلى ذلك من تحولات غفلت عنها الكاتبة أعطت الشارع قيمته الاقتصادية والسياحية التي لم تولد من بلاطه المقدس كما تعتقد الكاتبة وانما من الإضافات التي أدرجتها البلدية عليه من المقاهي والمطاعم والفنادق و ميدان سباق الخيل المجاور في لونشان و إقامة المعارض الدولية في القصر الكبير والقصر الصغير المنتصبين على كلا الجانبين وإنارة البلدية للشارع عام 1870 بأكثر من 3000 ضوء تعمل بالغاز ولاارى هنا إلا تصوير لجزء ضئيل من صورة يراد بها مقارنه غير عادلة لواقع في بلدنا لم تقدم بشأنه أي حقائق او قرائن ترقى لمستوى الدليل إنما وردت على هية كلام مرسل لا يعتد به.
•وفي نقله غير متسقة تقفز الكاتبة إلى زيلامسي في النمسا لتنتقد خريف صلاله الذي صورته في رموز ابرزها دخان المشاوي المبعثرة ومعاليق اللحوم العشوائية والاكشاك المهمله والطرقات التي تلتهم الخضرة و ندرة المطاعم وشح بالمنتجعات السياحية و جلسة الحصير والملل، إنه من الظلم أن ترسم صورة صلالة بهذا الشكل لإن تجاهل عناصر ومقومات جمال ظفار العاصمة السياحية للسلطنة يعد إجحاف كبير في حق الولاية التي تتميز بمقومات سياحية طبيعية حباها الله بها ومناظرها الخلابة ومساجدها وجوامعها التاريخية وسهولها وعيونها الطبيعية بمختلف نياباتها ومراكزها الادارية بدء بنيابة طيطام التي تتميز بارتفاع سلسلة جبالها وانحداراتها الطبيعية التي كان لها الدور الكبير في تميز النيابة بوفرة العيون المائية الطبيعية وإضفاء جمال طبيعي خاص على السفوح والمنحدرات الخضراء التي تتشكل لوحة طبيعية فريدة في مواسم تساقط الأمطار، مرورا بنيابة حجيف التي تتميز بمناخها البارد في معظم فصول السنة وصولا إلى نيابة قيرون حيريتي ملتقى الطرق الرئيسية التي تربط معظم الولايات الساحلية من المحافظة بالولايات الأخرى فنيابة زيك التي تزهو باخضرارها في المواسم الماطرة من ناحية الجنوب ومن ناحية أخرى بأنها تقع على مشارف منطقة النجد فنيابة غدوالتي تعتبر من بين أكثر النيابات التابعة لولاية صلالة ارتيادا من قبل سكان الولاية والزائرين لها لقضاء أوقات التنزه بحكم قربها من مدينة صلالة من جهة ووجود المواقع الطبيعية المواتية لذلك من جهة أخرى مع الإشارة من باب الانصاف إلى أهمية ان تدعم الجهات المعنية تلك المقومات بالبنى التحتية اللازمة لإكتمال منظومة الجذب السياحي بالمحافظة.
•أما العجب العجاب فهو عقد مقارنة بين طرفين لا علاقة بينهما اطلاقا حيث تحدثت عن سباق الخيل في لونشان بفرنسا والمضمار الواسع وغرف العناية بالخيل والمدرجات الراقية وما يعانيه ملاك الهجن والخيل في السلطنة من عدم وجود الدواء والغذاء والايواء والعناية لحيواناتهم ، وإنني أعتقد جازما ان الكاتبة مغيبه عن الواقع في هذا البلد فإطلالة جلالة السلطان البهية في المهرجان السنوي للخيل والفروسية بالعاديات بمشاركة مختلف الجهات المعنية بالفروسية والهجن تعد رسالة واضحة حول الاهتمام والعناية التي تلقاها الخيل والهجن في السلطنة ولاينكر دور الخيالة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني وباقي الاجهزة العسكرية والامنية وإلى جانبها الاتحاد العماني للفروسية إلا من يسعى لحجب الشمس بكفيه وهي ظاهرة للعيان في كبد السماء فالخيل والهجن تلقى العناية منذ لحظة توليدها وحفظ أنسابها، و تدريب فرسانها ومشاركاتها المشرفة دوليا ومحليا وأما بشأن الهجن العمانية لن نسهب في الحديث لأن من يجهل بواطن الأمور ويتحدث نيابة عن أصحاب الركاب ويضع نفسه موضع المضمرين وهو أبعد ما يكون عن الفقه بهذا المجال فليس من المناسب الرد عليه حفظ للوقت وتجاوزا لعدم الادراك.
•أما يخص الصورة التالية التي تحدثت من خلالها الكاتبة عن ما اطلقت عليه انفاق ايطاليا العظيمة والتي يمتد بعضها الى ما يقارب 57 كلم ليصل الى جبال الالب، نؤكد على أن هذه المعلومة مغالط بها بشكل كبير فمشروع نفق جوتهارد بطول 57 كيلومتر الذي يعد أطول نفق للسكك الحديدية في العالم وسيتم افتتاحه في عام 2017 تحت جبال الألب في سويسرا لا إيطاليا ، بيد أن نفق شارع سان جوتهارد الذي يخترق جبال الألب في سويسرا يعد أطول نفق لمرور السيارات في العالم إذ يبلغ طوله 16,32كم إذا اردنا ان نعقد مقارنه عادلة بين وسائل وطرق النقل بالعالم ، وإن كنت أتفق مع وجود ملاحظات فنية وهندسية حول حل عقبة بوشر العامرات إلا ان عقبة ريام فإن رصفها آتى وفق رؤية أتت لتحقق توثيقا لما كانت عليه الطرق قبل عصر النهضة وليكون مسار عقبة ريام طريقا رديفا في حالات الطواري كونه لا يسلك الان إلا نادرا في ظل وجود الطريق البحري بمطرح، ويبقى إختيار الحلول الهندسية للطرق وفقا للظروف الموضوعية والواقع العملي بالمنطقة محل تنفيذ المشروع .
•وفي سياق متصل بالطرق تضرب الكاتبة المثل بما أطلقت عليه أصطلاحا شارع نوربرغرينج الممتد دون انحناء ولا تفاوت ولا اعوجاج ولا تكسر ولا انبعاج ولا شقوق، بيد أن هذا الزعم غير مقبول هندسيا ويدرك كل من تخصص في هندسة الطرق أن رسم المسار يجب ان تتوازن من خلاله القوى المؤثرة على المركبة افقيا وعموديا في ابسط أعراف الفيزياء وقوانين نيوتن لحركة الاجسام ، ومع ذلك فإن المشهور عالميا حلبة نوربورغرينغ للسباق والتي صممت كما هو معلوم بمسارات متعرجة بشكل حاد فهل حدث لبس أو خلط لدى الكاتبة اما انها ظنت ان أحدا لن يدقق في المعلومة، ومع ذلك تبقى طرق السلطنة بمواصفات فنية عاليه تقاوم مختلف الظروف البيئة الاعتيادية بخلاف الاحوال المناخية الاستثنائية طبعا وينقص طرقنا من باب الاعتراف بالحق وضع منافذ كافية وفعالة للتصريف.
•أما بالصورة التالية لم اجد أي رابط بين ذكر الفنادق الفخمه والمناظر الخلابه ببعض دول أوربا، و قوانين الاستثمار لدينا والادعاء بأن بعض المسؤولين عن الاستثمار يطلبون رشى لتمرير معاملات المستثمرين، مع الاشارة إلى أن الحديث عن عدم بساطة إجراءات فتح مشروع إستثماري بالسلطنة يلامس الواقع .
•تجاوزت عن التعقيب عن فقرة شرب القهوة لأنها لا ترقى لمستوى الاهتمام بها وأتفق مع جزئية عدم العناية بشكل كاف بأماكن السياحة الداخلية الطبيعية ببعض مناطق السلطنة.
▪خلاصة القول أجد أن هذه الخواطر التي كما ثبت لكم انها مجرد صور غير مترابطة ولا تجمعها فكرة موحدة تصنف من باب بث الدعايات المثيرة لإظهار الوطن ومقدراته من مكتسبات النهضة كأن لم تكن بعقد مقارنات غير عادلة وبناء على بيانات أو معلومات مغالط بها ظلم من خلالها البلد بشكل أو بأخر.