يبدو أن العلم سيتوصل قريباً إلى تقنية توقف الألم. فقد تمكن علماء من اكتشاف طريقة يمكن من خلالها التقليل من حدة الشعور بالآلام المبرحة، وذلك عن طريق تحرير الحمض النووي، ما يشكل بارقة أمل لملايين البشر.
ووفق ما ورد في صحيقة الديلي ميل البريطانية، فإنه يمكن إيقاف ما يعرف بـ “جين الألم”، الذي يقوم بنقل إشارات الإحساس بالألم عبر العمود الفقري للإنسان. وقد نجحت تجارب أجراها العلماء على فئران، ما دفع الباحثين الأميركيين الذين أجروا هذه العمليات إلى التخطيط في تطبيقها على البشر العام المقبل.
ويعمل ذلك العلاج الجديد على التخفيف من ألم المرضى المصابين بأمراض حادة، لاسيما الذين يعانون من أمراض مزمنة ويتطلبون الحصول على رعاية خالية من الأوجاع الشديدة.
خلال 5 سنوات
وفي تفاصيل العلاج، فسيكون عبر نوع من الأدوية التي ابتكرتها شركة في ساندييغو بولاية كاليفورنيا، ويتوقع أن تكون الموافقة على استخدام الدواء المرتقب في غضون خمس سنوات.
ومعلوم أن الأشخاص الذين يعانون من آلام طويلة المدى وخطيرة أو ما يعرف بـ “الألم الزمن”، هم غالباً ما يتعرضون لمسكنات الأفيون، إلا أنها تتسبب بآثار سلبية وتؤدي إلى الإدمان.
وتعليقاً، قال فيرناندو أليمان، المؤسس المشارك لنافيغا وهي الشركة القائمة على هذه الأبحاث: “على النقيض من ذلك، فإن الميزة الرئيسية لنهجنا ليست إدماناً”.
تقنية كريسبر
إلى ذلك، سيقوم العلماء باستخدام طريقة جديدة عالية الدقة لتحرير الجينات تسمى اختصاراً كريسبر CRISPR، التي استخدمت حتى الآن بشكل أساسي لمكافحة الأمراض الوراثية النادرة.
وعبر هذه الطريقة سوف يتم البحث عن الجين المستهدف “جين الألم” وهو أمر ليس بالسهل، يشبه الحصول على إبرة في كومة قش، باعتبار أن كل خلية بشرية تحتوي على نحو 25000 جين.
ويعتبر مرض السرطان واحداً من نماذج استخدام هذا العلاج الحديث، إذ يرى الباحثون أن أحد الأسباب الرئيسية لتوقف مرضى السرطان عن العلاج الكيميائي المنقذ للحياة، هو أنهم يعانون من الكثير من الألم، وهذا ما ستعمل تقنية كريسبر على تفاديه.
والواقع أنه كلما زادت جرعة العلاج الكيميائي، زاد احتمال بقاء المريض على قيد الحياة، لكن في المقابل فإن زيادة الجرعة تعني احتمال تعرض المريض لآلام مزمنة.
حصان طروادة
وغالباً ما يُعطى مرضى السرطان المورفين لإخفاء آلامهم، لكن هذا يمكن أن يتركهم متعبين للغاية بحيث يتعذر عليهم العمل ومواصلة الحياة بنشاط. ولكن في الطريقة البديلة للمورفين هذه، فإنه من الممكن مساعدة مرضى السرطان على متابعة العلاج الكيميائي لفترة أطول وتمكينهم من العيش لفترة أطول.
وتضمن المعالجة عبر تقنية كريسبر وضع أداة التحرير هذه داخل جزيئات فيروس غير ضار يعمل كحصان طروادة، يتم حقنها في العمود الفقري، لتتحرك عبر الإعصاب إلى الخلايا وتبدأ عملها لإسكات الألم في الجين المحدد.
المصدر: العربية.نت – عماد البليك
#عاشق_عمان