نام السلامُ الجلالُ الصدقُ والأملُ
واستيقظُ العالمُ المفجوع والدولُ
ما أوجع القلبَ كم راحوا وكم رحلوا
لما رحلت فهذا خطبنا الجللُ
ماذا ترى الشمسُ يا مولاي يوم غدٍ
راح الضياءُ الجمالُ الجدُّ والعملُ
نوحي عمانُ فلا قلب ولا كبدٌ
إلا وفاض به الإيلام والوجلُ
في ذمة النور تمضي؛ لستَ منطفئا
ونحن خلفكَ في درب العُلى شعل
ولدتَ تبقى لنا قابوسَنا قبسًا
لتستضيءَ بك الأرواحُ والسبُلُ
خمسين عاما تضيء المجد في بلدي
فكيف دونك بالخمسين تحتفلُ
في كل عينٍ كلامٌ شهقةٌ ألمٌ
في كل وجهٍ سؤالٌ غصة عذَلُ
ثكلى هي الأرض إذ غادرتَ مقلتها
وذي عُمانُك يا قابوس ترتملُ
أرنو إلى وجع الشيّاب؛ يا لهمُ
لا صبرَ فيهم ولا حَولٌ ولا حِيَلُ
بلّت لحاهم من الأقباس ذاكرة
من العطاء الذي ما زال ينهملُ
ودمعةِ الطفل إذ غذيتَه أملا
وليس يعلم ما البلوى وما الأجلُ
يحبك الغيمُ إذ لا شيء يشبههُ
إلاك أنت إذا تسخو وتنهطلُ
أنت السلام الذي في كل ناحية
يدعو لروحك في حب ويبتهلُ
أنت الجمال الذي في كل زاويةٍ
يبكي عليك؛ فساحات المدى مُقَلُ
البحر ميناؤه يرثي، وساحلهُ
تجري مدامعه، واشّققَ الجبلُ
رأيت حكمةَ هذا الدهر آسفةً
في صمتها ازدحمتْ من لهفة جُملُ
فكم لقصركَ حجّتْ كل مشكلةٍ
وانسدّ بين يديك النقصُ والخللُ
وأنت حقبة خير في عوالمنا
يا مقبسَ الأمن رغم الماء تشتعلُ
غدا ستفتقد الأخبارُ طلتكمْ
بأنك الحلُ عند الخطْب والأملُ
ماذا أودعُ منكَ الآن يا أبتي
أحسست أنك في الوجدان تنتقلُ
دُمْ فيّ مهجةَ حبٍّ لا أفارقها
وصورةً في فؤادي ملؤها قُبَلُ
لا لا تغيب، وهل شمس بغائبة؟
أم يختفي قمرٌ إذ كان يكتمل؟
نم في سلام أبي، في الخلد يقظتكم
هناك حيث الرضا والسندسُ النزُلُ
?هلال بن سيف الشيادي?
#عاشق_عمان