رقيتَ، لنهبطَ في الأرض دمعا
وغبتَ، ليحضرنا الشوقُ صرعى
مساكينُ نحن، فقدنا أبانا
وقد كان في البيت رِيّا وشِبعا
نعزّي الأُخوَّةَ بعضا لبعضٍ
نصبِّرُ بعضا فنزدادَ فُجْعا
نرى في جميع العيون قلوبا
فتهبط دمعًا وتنشق جَزْعى
ويبكي ليَ البحرُ موجًا وشطءًا
ويشكو لي الحقل نخلًا وطلعا
وجاءَ ليَ الطيرُ يهدل حزنًا
يرتل شوقَ الخلائق سجعا
سماؤك قابوسُ ذاتُ اتساعٍ
ولم تتشقق مع الفقدِ رجْعا
تبوَّئُ فيها مقاعدَ فِكٌرٍ
لنصغيَ للعرشِ ما قال سمعا
صنعتَ لنا المجدَ في كل شبر
فأتقنتَ مجدًا وأحسنتَ صنعا
تركتَ لنا الأرضَ حقلًا نضيرا
لنقطفها حين أحسنتَ زرعا
نعم لم يزل قلبُك البئرَ يعطي
وكفُّك ما زال يُورَدُ نبعا
ربيعا حللتَ على أرضنا
فزانت عمانُ نفوسًا ورَبْعا
وحين تسلّل ليلًا حديثٌ
يدقُّ قلوبَ محبيك قرْعا
تمنيتُه أن يكون حديثاً
ضعيفًا، ويا ليته كان وضْعا
فيا ساعةً عبرتْ في دمانا
تهدُّ الجوانحَ ضلعًا فضلعا
قدِ انسلتِ الروحُ منك سلاما
وأنت انتُزعت من الشعب نزعا
هنا أبدعَ الغيمُ فيك رثاءً
تساقطَ في الأرض أجملَ وقعا
لمن يَحزنُ الغيمُ إلا لقلبٍ
تعوّدَ عيشَ الغمامة طبعا؟
نرى جبلا حين نلقاك لكنْ
تمرَّ كمرِّ السحابة نفعا
أهَلْ حملوك؟! ويا بأس قلبٍ
تمكّن أن يحملَ الكل رفعا
لقد ضاقتِ الأرضُ بالفقد ذرعا
وقد رحُبَ اللحدُ مذْ نمتَ وِسْعا
لمن ستصلي المحبة فينا!؟
وكنا نصليك وِتْرًا وشفعا
وسافرتَ، والروحُ ذات حضورٍ
نصلّي حواليك تمَّاً وجمعا
حبيبٌ، إذا كان للحب معنى
فلا شك معناه قابوس قطعا
عظيمٌ، إذا كان للعز رمزٌ
فإنك ذلك سيفاً ودرعا
كريمٌ، إذا كان للجود نور
فقد كنتَ بين محبيك شمعا
تذوب ليشرق يومٌ وآتٍ
تضيء لنحيا الزمانَ مشعّا
بسيط، وهبتَ البساطة معنى
قريبا فنسعى بعيدا فتسعى
وسبعين عينًا تفجر فينا
عصى عمرك المتفاني وتسعا
لذا اخضرت الأرض خيرا وفخرًا
وأرسيت حكم التآلف شرعا
حملتَ عمان بقلبك عمرا
وغادرت لكنها فيك ترعى
وكم قد دُعيت فأبْقتْكَ فيها
وغادرتَ حين من الله تُدعى
?هلالُ بن سيف الشيادي?
#عاشق_عمان