تطرقنا في الحلقات السابقة لثلاث عناصر من عناصر امية الحضارات وهما امية التفكير وامية الانجاز وامية الحفاظ على الممتلكات, ونأتي في هذه الحلقة لتوضيح العنصر الرابع من هذه العناصر وهو عنصر “أمية الخير للجميع” وهذا هو النوع الرابع من انواع الامية الحضارية والتي انتشرت في الاوساط المؤسسية والمجتمعية, ففي هذا النوع نجد الكثير من الافراد لديهم السعي بعدم افادة الاخرين او الثناء على انجازاتهم او تقديم المشورة والنصح لهم, وذلك خوفا منهم ان يتغلب عليهم احد وينافسهم وبالتالي يكون هو الافضل منهم, وذلك احساسا منهم اذا قوي اخر انه سيؤثر على انجازاتهم متناسين ان بناء الحضارة هو بمنجزات الجميع وبنجاح الجميع فنجاح فرد هو نجاح مجتمع والذي سيؤثر ايجابا على كل من يوجد في هذا المجتمع, وسناتي بذكر مجموعة من السلوكيات التي تدلل على امية الخير للجميع ومنها:
عندما لا يسعى الفرد في المؤسسة الحكومية او الخاصة بمساعدة زميله ومساندته في تقديم الافضل من الخدمات فان هذا يدل على امية الخير للجميع وبالتالي الامية الحضارية.
عندما لا يسعى الرئيس في المؤسسة الى التشجيع والثناء للمرؤوس على الانجازات التي يقوم بها فان هذا يدل على امية الخير للجميع وبالتالي امية الحضارات.
عندما لا يسعى الافراد في المجتمع على تشجيع وتعزيز نجاحات الاخرين فان هذه يدل على امية الخير للجميع وبالتالي الامية الحضارية.
لذلك لابد ان نعيد التفكير في منظومة التربية في الاسرة وكذلك منظومة التعليم التي تغير من السلوكيات الفكرية السلبية الى السلوكيات الفكرية الايجابية, ولا نتناسى بان الخير يوجد في البشر, ونلتقيكم في الحلقة القادمة.
د خميس بن محمد الكندي
[email protected]
#عاشق_عمان