مرَّت عشرون يوما من الحداد، ومتبقٍ عشرون يومًا أخرى، ولا يزال المواطنون يتبادلون المقاطع النادرة، والمقالات والقصائد الشعرية التي تُركِّز على مناقب السُّلطان المؤسِّس قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه- وبالرغم من الحُزن الذي عمَّ أبناء عُمان، إلا أنَّ أي مجلس يُصادفك لا تجده إلا ويتحدَّث بفرح واستبشار وغِبطة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -نَصَره الله وأيَّده- وتجد كافة وسائل التواصل الاجتماعي تَتَبادل مقاطع قديمة عنه أو مقاطع تحرُّكاته ولو كانت غير رسمية أو مُعلنة، بل ويتطلعون لمعرفة تفاصيل حياته وتحركاته، وما سوف يُقدم عليه.
الاستبشار بتولِّي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ليس من فراغ، بل يعود إلى أسباب نفسية؛ أولها: بناءً على التوصية التي أوصى بها جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -جعل الجنة مثواه- فالعمانيون أحبُّوا ووثقوا وتوافقوا على هذه الشخصية المتفردة طوال خمسين عاما، ويثقُون في أن توصيته فيها خير عُمان وأهلها للحاضر والمستقبل، وازدادتْ ثقة أبناء عمان بعدما توافقتْ العائلة المالكة أيضا على الرجوع إلى وصية السلطان الراحل -طيَّب الله ثراه- ومعرفة من أوصى به؛ لتَتَضاعف بذلك الثقة والاستبشار في شخص مولانا السلطان هيثم المعظَّم.
أمَّا بالنسبة للأسباب العملية؛ فالسلطان هيثم قريب من الفريق التنفيذي في الحكومة منذ حوالي 40 عاما، أي بعد تخرُّجه مباشرة في جامعة أكسفورد -أعرق جامعات العالم- وفي تخصص الدراسات السياسية المتناسب مع مهام الحُكم للملفات الداخلية والخارجية، كما أنَّه تدرَّج في الوظيفة بدءًا من وزارة الخارجية إلى أن أصبح أمينا عاما هناك، ومن ثمَّ تقلد قيادة وزارة التراث والثقافة، وفي ذات الوقت كان المشرف العام ولا يزال على ملف الرؤية الوطنية “عُمان 2040” منذ نشأتها في العام 2013م، فكان يحمل النقيضين: ملفٌ معني بالماضي العريق لعُمان وشؤونه الثقافية المتأصلة في الشخصية العمانية، وملف آخر تماما يحمل تطلعات وأحلام وأماني الشباب العماني في فترة العشرين عاما المقبلة، إضافة إلى قُربه من الملفات الشبابية وهواياتهم وأفكارهم من خلال رئاسته لاتحاد كرة القدم، ورعايته المباشرة لتنظيم أهم حدث رياضي في العام 2010م يُقام في السلطنة وهو “البطولة الآسيوية الشاطئية الثانية”، وأهم سبب من هذا الموجز هو تواجد جلالته، بل وترؤسه في أحيان عديدة مجلس الوزراء ولمدة تمتد لـ18 عاما، ومعرفته بكواليس وأدق التفاصيل لأداء الجهات التنفيذية في البلاد ومن يرأسها.
أضف إلى ذلك -وحسب ما هو مشهود له- أنه يتمتَّع بالسمات الشخصية التي يمتلكها السلطان هيثم بن طارق -نَصَره الله وأيده- من الهدوء والرزانة والحكمة والانفتاح والدقة والصراحة والصرامة… وغيرها من الصفات الإنسانية السامية، والتي أثلجت صدور شعبه، وجعلتهم يقفون معه صفا مرصوصا، مستبشرين ومتأملين خيرا عظيما، والذي طلب منهم في خطابه الأول في تاريخ 11 يناير 2020م، حين قال جلالته: “أبناء عمان الاوفياء: إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة، وينبغي علينا جميعا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه، وأن نسير قُدما نحو الارتقاء به نحو حياة أفضل، ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم، وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى، وأن تقدموا كل ما يسمو بجهود التقدم والنماء”.
هذا المزيج في شخصية السلطان هيثم المعظم يجعل العمانيين في طمأنينة من أمرهم، وأن عمان في أيادٍ مُخلِصة وأمينة وقوية، وأن مسيرة التقدم والتنمية ستظل مستدامة بإذن الله، وبفارسها السلطان هيثم المفدى، وبوقوف شعبه الوفي عن يمينه وشماله ومن خلفه، فبه ومعه نحن مستبشرون خيرا عظيما بإذن الله.
خلفان الطوقي
#عاشق_عمان