إذ يرحل الشيخ سعود الخليلي عن دنيانا إلى رحاب ربّه، تفقد عُمان أحد أهم الشخصيات العُمانية من رفاق النهضة القابوسية المباركة، فقد كان معرّفاً بعُمان يوم خرجت من اعتكافها التاريخي في عام 1970م على يد جلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – وكان أول سفير للسلطنة في جمهورية مصر العربية مركز العرب ومركز تلاقيهم، ثم عين وزيراً للمعارف (التربية والتعليم حالياً) في أول تشكيل وزاري عُماني بعد فجر النهضة الحديثة، ثم بعد ذلك قاد طراً من إقتصاد عُمان وعماد استقرارها الاجتماعي والسياسي.
لذلك؛ لم يَغبْ عن الساحة العُمانية الشيخ سعود، وإنما ظل ضمن قلبها النّابض بالحياة، ولم يتغير طبعه العُماني في حياته العامة، برغم التغيرات الكثيرة من حوله، فظل بتواضعه المعهود، وطيبته الخاصة، واحترامه للصغير قبل الكبير، وحتى عندما ألّف كتاباً يقصُّ شيءٌ من حياته، ولكنه كان يحكي عن الحياة العُمانية العامة أكثر، فقد أسماه “كلمة” تواضعاً منه، وهذا الكتاب في الحقيقة يحمل تاريخ أشخاص كثر، وعُمان بكبر حجمها وتنوع أنشطتها.
رحم الله الشيخ الكريم سعود بن علي الخليلي، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان انه سميع مجيب الدعاء.
وإن شاء الله سيظل الناس يذكرون الشيخ بالفخر والإعتزاز، فهو وإن مات جسداً – وهذه سنة الله في خلقه بطبيعة الحال – وكل البشر إلى نفس المآل، إلا إنه سيظل عائشاً في النفوس وفي شخوص أبناءه الكرام الذين سيظلوا يترسموا سيرة والدهم الناجحة – بإذن لله تعالى.
حمد بن سالم العلوي