ممثلة من طراز فريد تستطيع الخروج والدخول بين شخصيات متناقضة ومختلفة.. لهذا حققت إنجي المقدم تميزا كبيرا في فترة زمنية ليست طويلة. وتعلق الجمهور بأدوار إنجي المميزة مثل “ليالي أوجيني” و”ولد الغلابة” و”حكايات بنات” ومؤخرا “حواديت الشانزليزيه”.
وفي لقاء خاص مع إنجي المقدم، تحدثت مع “العربية.نت” عن النقلات الفنية في حياتها ومثلها الأعلى وأحدث أعمالها وعلاقتها بأولادها.
*حدثينا عن مشاركتك في مسلسل “حواديت الشانزليزيه” وسبب موافقتك؟
**سعدت جدا بهذه التجربة وأحببت دور “عايدة” الذي لم أجسد مثله من قبل، شكلا ومضمونا، ولم أتردد رغم جرأة الدور في القبول، لأن فريق العمل كان رائعا وعلى رأسهم إياد نصار وداليا مصطفى.
وأعجبني الموضوع والفكرة، خاصة أنه يتناول فترة الخمسينات بتفاصيلها وأزيائها، وكان يدور بين 4 سنوات من 1949 إلى 1952، وضم قصص منفصلة تسير بالتوازي بجانب بعضها البعض، وأعجبني أكثر لأن فكرة المسلسل اعتمدت على إظهار جمال مصر في هذه الفترة.
*دور عايدة الذي قدمته حصل على إشادة كبيرة من الجمهور والنقاد فهل توقعت ذلك؟
**عندما قرأت السيناريو شدتني التوليفة الخاصة بـ”عايدة” وحياتها المليئة بالتناقضات والدراما والحب والانتقام والخير والشر، فهي نموذج بشري حقيقي جدا وهي النقيض التام لشخصية “صفية” التي جسدتها في مسلسل “ولد الغلابة”.. وتوقعت أن ينجح المسلسل كله، لكن لم أتوقع كل هذا النجاح.
*هل صحيح أن من أسباب حماسك للعمل بطولة إياد نصار له؟
**هذا السبب طبعا يأتي على رأس قائمة أسباب موافقتي على العمل، فأنا أحب تمثيل وموهبة إياد نصار جدا.. وطالما رغبت في التمثيل معه إيمانا بموهبته الرائعة.. وفعلا إياد قدم شخصية “رياض” بحرفية لا مثيل لها.
*مسلسل “ولد الغلابة” مع أحمد السقا ودور “صفية” من الأدوار التي حققت لك نقلة لا يستهان بها، فما السبب من وجهة نظرك؟
**عندما عرض علي دور “صفية” في “ولد الغلابة” مع النجم الكبير أحمد السقا، كنت قد قدمت قبله دور “صوفيا” في “ليالي أوجيني”، وكان لامرأة إيطالية تعيش في مصر.. وكان هدفي تقديم دور مختلف تماما شكلا ومضمونا، وعلى الرغم من رغبتي في الاختلاف إلا إني كنت قلقة ومرعوبة من الشخصية الصعيدية، وكنت خائفة من الاختلاف التام والحدة واللكنة.. وكان همي أن أكون مقنعة للناس.
وبمعاونة الأستاذ محمد سامي، الذي أدين له بالفضل في تغيير جلدي في شخصية “صفية”، قدمتها الحمدلله بنجاح كبير لدرجة أن الناس لم تتعاطف أبدا مع “صفية” رغم أنها كانت شخصية بها الخير والشر، وكنت أسمع وأقرأ تعليقات الناس في رمضان ضد “صفية”، لدرجة أن هناك ناس فرحت في موتها. وهذا لم يضايقني بالعكس سعدت جدا بتفاعل الناس مع الشخصية لدرجة الالتحام وهذا دليل على نجاح الشخصية.
*”ليالي أوجيني” من الأعمال التي وضعتك على طريق الممثلات شديدات الاحتراف فماذا عنه؟
**هذا المسلسل حالة خاصة جدا وأعتقد أنه نجح لدرجة أذهلتنا جميعا، ونجحت كل الشخصيات في تحقيق أقصى نجاح ممكن.. وكانت شخصية “صوفيا” مليئة بالحنان والألم والجدعنة المصرية رغم أنها إيطالية، وكان بها مساحة تمثيل عظيمة وتحولات درامية أخرجت طاقات من داخلي بلمسات المخرج المبدع هاني خليفة.
*هل هناك معايير تضعينها عند اختيارك لأعمالك الفنية؟
**لا توجد معايير ثابتة لاختياراتي الفنية، فكل مرحلة نمر بها في عالم التمثيل لها معاييرها المختلفة والخاصة بها من حيث النضج والتجربة، ولكن في كل المراحل أختار أدواري بغرض الاستمتاع الفني وتحقيق أقصى قدر من الإشباع الفني، وما يعنيني حقا أن يكون كل دور مختلف تماما عن الذي يسبقه.
ويهمني جدا في العمل إنتاج العمل، وأن يكون هناك كرم إنتاجي ليخرج العمل بالشكل الفني المطلوب، كما يهمني أيضا أن يكون المخرج قادر على تقديمي بشكل جيد، وأن يشمل العمل نجوم قادرين على تقديم أفضل ما لديهم حتى يظل العمل عالق في أذهان الجمهور، ويبقى السيناريو او النص والموضوع هو معياري الأساسي والفيصل الحقيقي في الموافقة أو رفض العمل.
*يعرض لك حاليا في السينما فيلم “رأس السنة” مع إياد نصار وشيرين رضا فماذا عن هذه التجربة؟
**فيلم “رأس السنة” تجربة مختلفة وأعتبر نفسى محظوظة بالمشاركة فيها لأن الفيلم ودوري ينتمي للأدوار التي تعطيني مساحات مختلفة للتعبير واستخدام أدوات عديدة أمتلكها كممثلة.
وتدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد وهو ليلة رأس السنة ويتعرض خلالها الأبطال للعديد من المواقف والأزمات، وأجسد خلاله شخصية “ريم” التي تتميز بالثراء الفاحش وتتصرف بلا مسؤولية، والفيلم تجربة مميزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
*من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟
**أحب جدا الممثلة العالمية ميريل ستريب، نظرا لما تحمله من قوة وموهبة ومنذ عملي بالتمثيل أضعها أمام عيني وأتابعها بشدة.
*لماذا ابتعدت عن كرسي الإذاعة رغم أن بدايتك مذيعة؟
**منذ بدايتي وأنا أحب الفن، وكان حلمي الأول منذ الصغر أن أصبح ممثلة مشهورة تصل إلى العالمية، ولهذا التحقت بالمسرح ودرست كل ما يخصه، وكان عملي كمذيعة ووجودي على كرسي الإذاعة كان لأسباب معينة دفعتني لخوض التجربة في وقت معين، وأنا أحترم هذه الفترة لكن أعتبر عملي كمذيعة فترة وعدت.
*وماذا عن علاقتك بأولادك والجانب الخاص في حياتك؟
**علاقتي بأولادي قائمة على الصداقة والاقتراب. وحقيقي أنا أضعف أمامهم جدا ولا أعتبر نفسي أم قوية ومتسلطة بالعكس أنا أم “خايبة”.
المصدر: العربية.نت – محمد أحمد
#عاشق_عمان