خليفة البلوشي
ذهبت بعيداً ، تأخرت في الرد ، انقطع التواصل ، لم أركز على حالتها التي كتب فيها *إنا لله وإنا إليه راجعون * أدركت حينها بأن هناك فقيد أحزن قلبها وتكتب له رسالة ورثاء يتخلله ألم الفراق تقول فيها ( إلى صاحب القلب الحنون ، إلى صاحب الوجه الضاحك البشوش ، إلى صاحب الجسد المتعب الذي ما هدأ ولا استكان لحظة واحدة ، إلى الذي أمتزج بالحياة وأحب الحياة ، إليك أيها الحبيب الغالي يا * خالي * ألف تحية وسلام ، خالي الحبيب أحاول إلتقاط العبارات ، تحرقني الكلمات وتحترق بي فلا أصابعي تجود ولا رثائي يتألق لأن ( الخال ) شيء عظيم فهو شقيق الأم ولا تجرؤ الكلمات على إحتلاله ووصفه مهما امتدت ورحبت ، نعم ٠٠ كالصبح كان يملأ بهجة المكان ، كالحلم كان ، ولكن كان حلماً قصيراً وانتهى فجأة وأيقظنا على واقع مرير ، بماذا أصفك ومن أين أبدأ ، يا من تضم في كيانك آيات الحسن وأسرار الحنان ، أيها الزنبق المتألق المتلون بألوان الربيع ، ها أنتَ قد رحلتَ من دون وداع ، يا من كنتَ فرحة العائلة وشمعتها وأحد رجالها الأوفياء ٠٠ لما انطفأت ٠٠ لماذا يا عطر الربيع الزاهي آثرت الرحيل قبل أن ينضب أريجك ؟ ، مازال أمامك درب طويل وعليك الكثير رغم الكثير الذي قدمته ، سابقت الزمن فسبقك وأوقفك وفجعنا بك ، فرحلتَ باكراً وأنتَ في عهدتنا وبيننا ومن دون موعد ذرفت دمعة صامتة واطبقت الأجفان إلى الأبد ورحلت ، أنها الحياة يا حبيبي ، هكذا جاءت رسالتها ورثائها لخالها وفقيدها الغالي ٠٠ فقلت لها أنه الموت ٠٠ وهكذا هو القدر ٠٠ فإلى الله ابتهلي وبقضائه وقدره أرتضي وسلمي ولملمي جميع رجاءات البشر وأجمعي دعوات الأنام ورحمات القدر واستعيني بآيات الرحمن وبكل الحنان والأمان وقوة الإيمان قولي إنَّا لله وإنا إليه راجعون ٠٠ ومسكنك بإذن الله تعالى في أعلى الجنان يا فقدينا الغالي ٠
#عاشق_عمان