“اغلقوا المدارس” كلمات يتردد صداها كثيرا، منذ ظهور حالات لفيروس كورونا المستجد في السلطنة وربما أكثر الفئات التي تطالب بذلك هي الفئات الغير مطلعة او غير مدركة أن اتخاذ قرار كهذا بشكل عشوائي قد يترتب عليه الكثير من العقبات والتي سيدفع فاتورتها في النهاية الطالب نفسه لما سيترتب عليه من ضغط في الإسراع لإتمام المناهج تتبعها سلسلة من التراكمات سيحرثها بجهد مضاعف وارتباك أكبر في نهاية العام، ناهيك ومن خلال عدة تجارب يمر بها المجتمع وقت الأنواء المناخية والمنخفضات فإن تعطيل المدارس لم يكن رادعا لهم يوما عن الخروج والاختلاط بالآخرين حتى في الأوقات الخطرة مما يعني أن الطلبة في كل الظروف لن يتقيدوا بعدم الخروج من منازلهم، إن كل دول العالم تنتهج استراتيجية معينة تمضي على اثرها ويقدرها المختصون قياسا للظروف الخاصة بالبلد وطبيعة المجتمع، وكون أن جميع الحالات التي تم الإعلان عن اصابتها بالفيروس المستجد كانت مرتبطة بالسفر الى الدول الأخرى ولم تكن العدوى بين الأفراد داخل المجتمع نفسه؛ إلا أن مطالبنا دائما تتجه نحو الطريق الأسهل والأقل منجرفين باندفاع لا وعي فيه بسلبيات هذا الطريق ومساوئه، في حين ان هناك جاهزية بخطة مدروسة ومتدرجة يتم اتباعها عند وصول الحالة إلى الدرجة التي يجب فيها بدء تنفيذ الأجندة المذكورة بطريقة يكون وقع تأثيرها اقل ضررا قدر الإمكان، إذن نحتاج مؤقتا أن نعلي صوت العقل في كل ما نطالب به، ونتوقف عن تلك المخاوف التحريضية التي تزيد المواقف تعقيدا، نحن جميعا على ذات المركب ومهما حركت الرياح الشراع حسب اتجاهها يبقى هناك من هو ممسكا بالدقل ليعبر بنا إلى شاطئ النجاة، فقليلا من الثقة مع خفض بوق التذمر والتربص المستمر لنشر كل ما هو غث والكثير من الحذر والوقاية واتباع الإرشادات الصحيحة سنصل بسلام.
منى المعولية
#عاشق_عمان