قدماً تربَّعْتِ عرشَ المجدِ أزمانا
وأنتِ ما زلتِ كالعهدِ الذي كانا
عمانُ يا دُرَّةَ الأكوانِ مشرِقةً
إنْ كانَ غيرُكِ ياقوتاً ومُرجانا
آثارُ نقشِكِ في التاريخِ بارزةٌ
تُذكِّرُ الدهرَ ما ينساهُ أحيانا
أَفدِيكِ من وطنٍ في العينِ مسكنُهُ
ولا مثيلَ لهُ عزاً ولا شانا
حملتُ قلبي على كفّي لأزرعَهُ
في عمقِ تُربتِكِ المملوءِ إيمانا
وصرتُ أَرويهِ مِنْ روحي ونبضِ دَمي
عساهُ يجني من الأثمارِ بُستانا
من عهدِ مالكَ أو من عهدِ مازنَ أو
من عهدِ ناصرَ عِقدٌ بالضيا ازدانا
أرضَ النحاس ويا أرضَ اللُبان، ويا
أرضَ الثقافاتِ أشكالاً وألوانا
ساختْ جذورُك في عمقِ الحضارةِ ما
وهَت، ومدَّتْ إلى العلياءِ أغصانا
شواطئُ الصينِ لا تَنسى موانئُها
تلكَ الصواري التي كانت لماجانا
ولا العراقُ وما خطَّ الخليلُ بها
وما رواهُ أبوالشعثاءِ تبيانا
عمانُ، يا بلداً يدعو الرسولُ له
بالخيرِ والأمنِ ما استخذى ولا هانا
سَلوا الفرنجةَ من لشبونةَ انطلقتْ
غاراتُهم، ولِواهم رُدَّ خسرانا
سلْ زنجبارَ وممباسا ستعرفنا
فكمْ لبسنا بها للفخرِ تيجانا
وسلْ سُقطرى وما ذاقَ الطغاةُ بها
لما أرادُوا بها كيداً وعُدوانا
مآثرٌ، صفحاتُ الدهرِ تكتِبُها
نُوراً، ويقرأُها التالونَ عنوانا
حتّى تبلَّجَ نورُ الصبحِ عن بطلٍ
كأنَّهُ الشمسُ تمحو الظلمةَ الآنا
قابوسُ مَنْ تشهدُ الدنيا بحكمتِهِ
قادَ السفينةَ لمَّا يخشَ طوفانا
والأرضُ مِنْ طربٍ عمَّ السرورُ بها
بالشكرِ تلهجُ إسراراً وإعلانا
خمسونَ عاماً مضتْ في نهضةٍ شملتْ
كلَّ المناطقِ تطويراً وعُمرانا
خمسونَ عاماً مضتْ واليُمْنُ يتبَعُها
والأمنُ قد عمَّ صحراءً ووديانا
حتّى تظلَّ عُمانُ العزِّ شامِخةً
بها نُفاخِرُ آباءً وولدانا
د. صالح بن أحمد بن سيف البوسعيدي
#عاشق_عمان