استعادة الغطاء النباتي وتعافي العديد من النباتات البرية
– انتعاش الحيوانات البرية ورصد حركة نشطة للثعلب الجبلي من خلال آلات تصوير خفية
– مشاهدة طائر الكروان يتجول مع أبنائه بحرية مطلقة بعد شعوره بالأمان من الصيادين
إن ما يواجهه العالم من مخاطر فيروس كورونا وما له من آثار جسيمة على صحة الإنسان وعلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية نجده في الجانب الآخر له الأثر الإيجابي على البيئة فانبعاثات الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون وملوثات الهواء مثل عوالق الأتربة والانبعاثات الأخرى انخفضت بشكل كبير جراء إغلاق بعض المصانع وتعليق وسائل النقل الجوية وتقييد حركة السكان في أغلب دول العالم وهذا ما تم رصده عبر صور للأقمار الاصطناعية ونشرته عدد من المواقع العالمية المعنية بالبيئة.
وحول السؤال هل تنفست البيئة العمانية بسبب فيروس كورونا؟ (قلت المخلفات على الشواطئ والمتنزهات”؟! كانت الإجابة أنه كما امتدت الآثار الإيجابية إلى تقليل الضغوطات على البيئات الطبيعية والمناطق ذات الجذب السياحي بشكل خاص فشواطئنا العمانية الجميلة التي كانت وما زالت مقصدًا للسياح انخفضت فيها بعض التصرفات الفردية غير المسؤولة مثل رمي المخلفات الضارة بالبيئة أبرزها المخلفات البلاستيكية، وكذلك قيادة السيارات العشوائية على الشواطئ التي تؤثر على الكائنات الحية ودورة حياتها.
الغطاء النباتي
استعادت العديد من بيئات السلطنة غطاءها النباتي بسبب الأمطار التي شهدتها السلطنة مؤخرا، وساهمت الإجراءات المتخذة لمواجهة الوباء في المحافظة وتعافي العديد من النباتات البرية من خلال خفض الضغط المتزايد على المواقع الطبيعية جراء الطرق العشوائية والمخالفات من بعض زوار تلك المواقع كتكسير أغصان الأشجار أو حرقها كأشجار العلعلان في الجبل الأخضر وغيرها من النباتات الأخرى، أما بالنسبة للحيوانات البرية فإنها لا تقل حظًا عن النباتات حيث أصبحت حركة الحيوانات البرية نشطة في بعض المواقع وخاصة الأنواع الليلية وعلى سبيل المثال وليس الحصر تم رصد حركة نشطة لحيوان الثعلب الجبلي من خلال آلات التصوير الخفية، التي تم وضعها في المناطق الجبلية في عدد من المحافظات الشمالية، حيث يعتبر هذا الحيوان من الحيوانات البرية الخجولة ويصعب مشاهداتها مثله مثل معظم الحيوانات البرية التي تنشط ليلا.
ومن خلال التقارير الدورية لمراقبي الحياة الفطرية لاحظنا أن بعض الطيور استطاعت أن تمارس نشاطاتها بشكل أكبر ومنها طائر الكروان الذي شوهد وهو يتجول مع أبنائه بحرية مطلقة بعد شعوره بالأمان من الصيادين سواء من داخل السلطنة أو من خارجها، وتم رصد انتشار لأعداد كبيرة من الطيور البحرية المهاجرة والمستوطنة على شواطئ وأخوار عديدة من السلطنة حيث أخذت حريتها في الانتشار لقلة حركة الإنسان وتأثيره على حركتها وانتشارها.
وهنا تبرز الأهمية في ضرورة المحافظة على الموائل الطبيعية وما تقترن به من تنوع أحيائي فريد ومتميز في السلطنة، الذي يعد من أهم مكونات البيئة العمانية ومورثًا طبيعيًا لا بد من المحافظة عليه وتبذل الحكومة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية الكثير من الجهود لصون الحياة الفطرية من خلال سن التشريعات والقوانين وتنفيذ العديد من المشروعات والمبادرات الهادفة لحفظ التنوع الأحيائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا بد من أخذ العبرة من جائحة كورونا في هذا الشأن من خلال بذل المزيد من الجهود في حفظ التنوع الأحيائي وتسهيل الانتقال إلى اقتصاديات محايدة كالاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق وزيادة التوعية بأهمية التنوع الأحيائي وضرورة المحافظة عليه.
عمان- مزنة بنت خميس الفهدية