يستعدُّ المزارع علي بن ناصر الراسبي لغرس 6000 شجرة تين في مزرعته بولاية الكامل والوافي، بعد زراعته نفس العدد خلال الفترة الماضية؛ ليعزِّز سجل نجاحه في عالم الزراعة التي دخلها حديثا بعد أن كان يعمل في مجال آخر.. كيف بدأ هذا المزارع؟ وكيف استطاع زرع هذه الأشجار؟ وما هو طموحه؟ الحوار التالي، يجيب الراسي من خلاله عن هذه الأسئلة وغيرها.
وحول بداياته في عالم الزراعة، يقول الراسبي: “كنت أمارس عملي الخاص في مجال مقاولات البناء لأكثر من 20 سنة، لكن خلال السنوات الأخيرة لاحظت ضعف السوق، وحينها قررت العمل في الزراعة، وأحببت العمل الزراعي كثيرا”.
ويعمل الراسبي في الزراعة منذ 6 سنوات، ويأمل مواصلة العمل فيها، كما أنه يشجع أبناءه على العمل في القطاع.
وتحدث الراسبي عن زراعة شجرة تين، وقال: “منذ أن بدأت العمل في الزراعة، عاهدتُ نفسي على تنويع المحاصيل؛ نظرا لتوفر الظروف الطبيعية المناسبة هنا بولاية الكامل والوافي، وقمت بجلب أصناف لأشجار التين (أكثر من 20 صنفا من دول العالم)، وتجربتها في المزرعة، لكنها لم تنجح”.
لكن الراسبي بالإصرار والأمل نجح بعد ذلك، وقال: “قبل 4 سنوات، زُرت أحد أصدقائي في مزرعته في نفس الولاية، ولفت نظري إلى شجرة تين، وسألته عنها، وأجاب بأنه لم يزرعها؛ فهي نبتت طبيعيًّا، وكانت حلوة المذاق، فطلبت منه أن أقلم هذه الشجرة، وقمت بتشتيلها إلى 200 شتلة، ثم حرثتها في مزرعتي”.
وأكد الراسبي أن شجرة التين التي زرعها صنف عماني بامتياز، لأنها أنتجت كليا في الطبيعة العمانية، وطعمها عسلي ولذيذ.
وأوضح أن زراعة 6000 شجرة استغرق 4 سنوات؛ السنة الأولى 200، والثانية 800، والثالثة 2000، والرابعة 3000 شجرة، ويتم ري الأشجار بنظام الري الحديث.
ويطمح الراسبي خلال هذه الفترة لزراعة 6000 شجرة تين أخرى، ليصبح عددها 12 ألف شجرة.
ولا يكتفي الراسبي فقط بالتين، وقال إنه يزرع أشجار الرُّمان اليمني والكرز والجوافة والسفرجل والبرتقال والسنترة (مندرين) والمانجو والليمون… وغيرها من خيرات الأرض.
وأشار إلى أنه يحصد التين كل يومين، موضحا أن هذا النوع من الصنف حصاده يستمر طول العام، وإنتاجنا حاليا من 6000 شجرة يقارب 50 طنًا سنويًّا، ويتم تسويقه بعد سوق الولاية في سوق الموالح والطلب عليه كثير.
ويوظف الراسبي مواقع البحث في الإنترنت للحصول على المعلومات حول طرق الزراعة والعناية بها؛ حيث أصبحت وسيلة مساعدة جدًّا في تنمية المهارات الزراعية، وإضافة إلى مساعدة المهندسين في دائرة التنمية الزراعية بالولاية، وأشكرهم على تعاونهم الدائم.
وحول التحديات، يقول الراسبي إن ذبابة الفاكهة عدوه الأول؛ حيث إنها حشرة ضارة على أشجار التين وغيرها من الأشجار، ولكن بالتعاون مع المختصين بالدائرة الزراعية تمَّ عمل برنامج لمكافحتها وأثبت جدواه.
ووجَّه الراسبي دعوة إلى الشباب العماني بزراعة مختلف الأشجار والاهتمام بها واستغلال الموارد الطبيعية في بلادنا.
الكامل والوافي- محمود اليعقوبي