على الرغم من الأحداث المتغايرة التي يعيشها العالم الناتجة من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، وما كشفت عنه المواقف من تناقضات وتباينات باتت ترصد حالة الترهل الفكري والأنانية المقيتة وسلوك الفردانية والفوقية التي ما زالت تعيشها بعض أنظمة العالم وبلدانه، في واقع عجزت فيه عن استيعاب أحداث هذه الجائحة والتكيف مع ظروفها؛ إلا أنها أعطت في المقابل مساحة أمان لإعادة توجيه المسار وتقييم الأدوار ومراجعة المسؤوليات والوقوف على مكامن القوة وجوانب الفجوة؛ ليفرض كورونا واقعا جديدا على البشرية عليها أن تتعاطى معه بوعي، وتدرك مسؤولياتها الأخلاقية نحو هذا العالم في ظل مشترك الإنسانية ومؤتلفها القيمي باعتبارها الرابطة الأقوى التي تضمن لها مساحات الأمان ومسارات التقارب ومنصات التكامل وعبر تآلفية القيم واستنطاقها، لتبدأ خلاله الحياة دورتها الجديدة وثوبها المتجدد، فتقرأ في جهود الدول المتغايرة وآليات تعاملها المتباينة مع الوضع، بحجم ما تحمله من قيم حضارية وممكنات أخلاقية وإنسانية، وموجهات تستهدف نقل الإنسان إلى إنسانيته الناصعة بياضا والسامقة عطاء، فتعظّم قدره وتؤسس له مقومات نجاحه، وتبني له مسارات التطوير والتميز عبر ترقية الفكر وتقوية رصيد العلم والبحث والتفكير والاختراع والابتكار والإنتاجية، التي تجسد حقيقة القيم وتنقلها إلى فرضية التأثير في الواقع المتغير الناتج عن هذه الجائحة واحتواء كل الممكنات والفرص التي تستهدف تنشيط كل الجهود وتفعيل خطوط التأثير في مواجهتها، ليرسم للإنسانية طريقها الذي يجب أن تسلك، ويوجه بوصلة عملها لتصل إلى بر الأمان.
لذلك شكل كوفيد 19 محطة لإعادة توجيه المسار ومنصة لاسترجاع الأنفاس ومساحة تتعايش في ظلالها البشرية لتقرأ واقعها بعناية وتقيّم ممارساتها بمصداقية، وتعيد إنتاج واقعها في ظلال القيم؛ متجاوزة بذلك نزغات الأنا وسيطرة الأنانية وحالة الشخصنة، لتستشعر في أحداثه ومواقفه مفهوما أعمق لإنسانية الإنسان، والموقع الذي يجب أن يحتله في عالم مضطرب؛ وتتجسد خلاله منظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ التي تصنع الفارق في التعايش الواعي مع منظومة المفاهيم والمفردات والأنماط الحياتية والاجتماعية وآليات العمل والتعامل وأساليب العيش والمستجدات التي فرضها كورونا، فعلى الرغم من حالة القلق التي أثارها ومساحات الخوف التي أوجدها، والحالة غير المسبوقة التي تعيشها حكومات العالم المتقدم منه والنامي على حد سواء من حيث الإجراءات الاحترازية المتخذة التي فاقت الوصف وتجاوزت الخيال؛ إلا أن استنطاق القيم الذي رافق كورونا والأخلاق التي نسجت خيوط التفاعل مع أحداثه، قد أسهم في تغيير النظرة السلبية القاتمة والسوداوية الحاصلة، إلى مساحة أمان إيجابية، ومنصات قوة وفرص نجاح استثمرت الطاقات والدوافع والأفكار، وضمنت صناعة الإنسان الواعي المدرك لمعطيات الواقع والعيش في عوالمه المتغيرة، الذي يقرأ في كورونا مرحلة القوة لبناء منصات التكامل الوطني وتعزيز روح الأخوة الإنسانية نحو الوطن في مواجهة هذه الجائحة وتفوقه عليها.
لقد جسدت أحداث كورونا وما ارتبط بها من تغيرات مفهوما أعمق لدور القيم في التعاطي مع أحداثه وإنتاج أمصال وعقاقير تهدئته من إهلاك النسل وإرهاق الإنسان، فأعاد إنتاج القيم الحضارية والإنسانية بطريقة أكثر اتساعا وعمقا وضعت العالم أمام مسؤولية نقلها من حيز التنظير إلى الفعل الرصين والممارسة الراقية، بل وأتاح لها المزيد من الحيوية والإنتاجية والتفعيل والضبطية؛ وكان لحجم التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي ارتبطت بكورونا، أثرها في بروز قيم جديدة ومبادئ مرتبطة بخصوصية الجائحة وطرق معالجتها، فأنتج خلالها الكثير من القيم الاجتماعية والاقتصادية الداعية إلى الاعتدال والتخفيف على الناس ومراعاة ظروفهم المادية في دفع الإيجارات والمستحقات الشهرية المترتبة عليهم وغيرها من الممارسات الاقتصادية والتجارية، فتعلمت الإنسانية منه أخلاق الإنسان الواعي في التزامه وتنفيذه للقوانين وسعيه الحثيث على العمل بمقتضياتها بما عبرت عنه الإجراءات والتدابير الاحترازية التي وضعتها الدولة من مساحات أمان صنعت له القوة في المواجهة وعززت من شعوره بقيمة الالتزام في صناعة الفارق وتحقيق النجاح، وتربية العاطفة وتهذيب السلوك وترقية النفس من رغبة الأنا والمصالح الشخصية، وإعادة الهيبة للقيم وانتشالها من حالة السقوط والاختزال التي عايشتها أمام الأيديولوجيات المادية والهيمنة الفكرية والغوغائيات السياسية وحالة الاندفاع والوصاية التي باتت تظهر وجه القبح فيها متجاوزة كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية، ولتضع منصات التجديد القيمي التي أنتجها كورونا العالم أجمع أمام مسؤولية تحقيق نهضة شاملة متوازنة للقيم، تتجسد خيوطها في بناء الوعي العالمي وتعميق روح الإنسانية فيه وتجريده من كل الأنانيات والذاتية والتفكير في المصالح الشخصية، فالظروف الناتجة عن كورونا وسعت العالم كله وأثرت على اقتصاده وأرهقت قدراته، لكنها في المقابل أوجدت محطات متجددة لإنتاج الحياة وصياغة لحنها المتجدد لتقرأ فيها القيم والأخلاقيات على أرض الواقع بما يحمله وجودها من خيرية وتفاؤلية وإيجابية للبشرية، فلم يعد للتمايز المادي أي حضور في ظل هذه الأوضاع، فالسفر والسياحة والتجول حول العالم وغيرها لم يعد موجودا في ظل كورونا إذ الجميع عليه أن يبقى في المنزل، وأن يمارس حياته اليومية في إطار من البساطة والتواضع بعيدا عن الأفكار الفوقية والتباينات الشخصية، ولم تعد قراءة القيم في بعدها الفلسفي التقليدي المجرد من روح الإنسانية والحكمة التي جاءت من أجلها، بل جسدت روح الإنسانية في أفضل منصاتها وأدق تفاصيلها لتشكل القيم أهم محركات القوة في مواجهة كورونا، ورهان الحكومات في مواطنيها في قدرتهم على تجاوز المحنة والالتزام بالإجراءات والتدابير المفروضة عليهم، ليصبح تميزهم بقدر ما يحملونه من قيم المسؤولية والصبر والالتزام بالبقاء في المنزل والتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي والاهتمام بقيم الصحة والنظافة والعزل المنزلي وتطبيق الحجر الصحي والتقيد بإجراءات الصحة والسلامة العامة أثناء العطس والسعال، وهي جميعها إجراءات يتأكد مستوى التقيد بها والالتزام بمحدداتها والعمل بها بما يحمله الإنسان من قيم وأخلاقيات ومبادئ وسلوكيات ومنهج حياة ليكون له وقاية من الوقوع في المحظور أو تعريضه للمساءلة القانونية بارتكابه لأي مخالفة تسبب خطرا على صحته وصحة مجتمعه.
على أن تجسيد كورونا لمنظومة القيم والأخلاقيات أعاد إنتاج تطبيق القيم في حياة المجتمع، والمفاهيم المغلوطة حول تدريس القيم، وهو تحول يصنع للقيم قوة التأثير الزماني والمكاني، واتساع فقه القيم ليتجاوز حدود الأشخاص والأشياء، لتتفوق رابطة التواصل الروحي على الاتصال الجسدي واللقاء المباشر، فمع أن الجميع ملزم بالبقاء في المنزل والتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من ممارسة روح القيم ومضامينها وهم في مواقعهم لتتجسد في أشكالها التعبيرية المتنوعة، فالمبادرات وتقديم العون والعمل التطوعي وغيره لا يقتصر على ظرف المكانية فحسب، من خلال وجود الأشخاص معا في الزمان والمكان، ليصنع كورونا مدخلات جديدة في التواصل القيمي عبر الاستفادة من التقنية والفضاءات المفتوحة وأنماط التواصل غير الجسدي، ليبني في ظل منصاته جسور اتصال ومنصات التقاء تفوق كل مساحات اللقاء الجسدي والالتقاء الشخصي، إذ العبرة أن تصل نواتج القيم إلى حيث الغاية والهدف، وتتسع لتشمل الكون كله، وتتجه إلى الإنسانية في كل بلدان العالم وأصقاعه؛ إنها مساحة متجددة تعبر عن مزيد من الشعور الإنساني والحب الفطري بين بني البشر الذي يفوق كل المصالح الشخصية ويتجاوز المقاييس التي تقرأ الآخر بميزان المادة، لذلك أسس كورونا مساحة اكبر للتقارب الروحي بين البشر والتناغم الفكري في تجسيد أحداثه في الواقع، وعبر الالتزام بالقرارات والعمل بالأدوات والتفكير الجمعي في الحد من انتشار المرض، فيحمل الجميع هم المسؤولية، ويلقى على كاهله عظم الأمانة، ليكون في موضع الثقة وقدر الفارق الذي عليه أن يصنعه بالتزامه، وعندها يقوى على مقاومة هواه وردع رغباته وتقنين برنامجه اليومي وضبط عاداته وترك ما استهوته نفسه من خروج من المنزل أو لقاء بالأصدقاء أو الترويح بالذهاب إلى الأماكن العامة والمتنزهات وغيرها حتى وإن تعارضت مع مصالحه الشخصية وشعوره بالملل من عدم خروجه، ليقرأ في منع الجمع والجماعات والصلاة في المساجد والجوامع وترك التجمعات للأفراح والعزاء مدخل لإعادة هندسة سلوكه وتحديد أولوياته وبرمجة أفكاره وتوجيه بوصله أهدافه بطريقة يحمي فيها نفسه من خطر الفيروس ومنع انتشاره بين أسرته وأصدقائه ومجتمعه، وعندها يصبح في ظلال القيم التي يستمد منها القوة والصبر والتحمل والالتزام والأمل والإرادة والإنجاز والتحدي؛ إنسانا آخر يحمل في فكره قيم الوعي والفهم والبصيرة والإيجابية، وفي سلوكه مساحات الالتزام والقدوة والاعتراف بقيمة الجهود التي تبذلها الدولة من أجله، واحترام كل القرارات التي تصاغ من أجل صحته وسلامته.
لقد وضعت أحداث جائحة كورونا العالم أمام قراءة فعلية لدور القيم في صناعة التغيير وإعادة هندسة الواقع، فغير الكثير من المفاهيم ونسجع خيوط اتصال وتواصل جديدة عبرت عن فرص الترابط والتناغم والتآلف الوجداني التي تحملها القيم في حياة الإنسانية لنقلها إلى مرحلة الرقي الذاتي المتناغمة مع دافعية التغيير وصدق الرغبة في تصحيح الممارسة منسجمة مع إنسانيتها، مستجيبة لمتطلبات نجاحها، متحدية صعوبات التطبيق، وفي إطار اندماج القيم مع حياة الفرد والمجتمع وقدرتها على صياغة فكر جديد ولحن متجدد للحياة في ظل هذه الأوضاع، وبناء اتجاهات إيجابية نحو الواقع والذات والآخرين، وفي ظل ذوق الاستمتاع بهذه الظروف وحسن الاستثمار فيها، وحس الفهم لطبيعتها، ودقة الالتزام بمحدداتها والتعامل الواعي مع مفرداتها، فلقد أعطى كورونا نموذجا عمليا في تدريس القيم وتأطيرها في واقع حياة المجتمع، وترجمة عملية لمنظومة القيم التي ينبغي أن يعيشها الناس في ظلال الأزمات والجوائح، وهو ما لم تستطع مؤسسات التعليم وأساليب التدريس أن تحققه وتغرسه في سلوك الناشئة إلا قليلا لعشرات السنين، ليشكل كورونا رغم الفترة التي قضاها مرحلة جديدة غيرت وجه العالم، وضمنت المزيد من الواقعية والالتزام بقدر ما حققته من تأثير في حياة المجتمعات وارتباطها بمفاهيم إيجابية معتدلة قادرة على الدخول في العمق الإنساني والتأثير على قناعاته واتجاهاته وبناء طاقة الضمير لديه وحس المسؤولية في ذاته في ظل توافقها مع طبيعة المتغيرات التي يمر بها العالم واستيعابها للسلوك البشري وإدارتها لمستويات التفكير، وليصنع كورونا من هذا الالتزام فارقا في حياة الأمة والمجتمع، عزز من عرى الترابط والتعاون والتكاتف والشعور بالمسؤولية وحس الانتماء للوطن والتوافق على المشتركات وتأصيلها في سلوك المجتمع، لتذوب كل الفوارق بين البشر التي انصهرت في بوتقة الوطن الكبير ليصبح التنافس الشريف في من يقف مع الوطن وتعليمات قيادته ويلتزم سيرة مؤسساته في وضع هذه الإجراءات قيد التنفيذ، ويصبح التعامل مع جائحة كورونا أكبر من مجرد تعليمات على المواطن والمقيم أن ينفذها بقوة القانون، بل عقد اتفاق ذاتي مع النفس بتحقيق التزام يصنع الفارق على الأرض، وعندها ستكون النتائج مبهرة، وستنعكس إيجابا على تعاطي المواطن مع كل حلقاتها ومراحل العمل التي تتزايد قيمة الالتزام فيها مع اشتداد الظروف واكتشاف بؤر انتشار المرض والعزل الصحي لبعض ولايات عمان العصماء ومسقط العامرة، لتشكل أصالة الإنسان العماني وهويته المتجذرة في التعاطي مع كورونا، رصيدا قيميا وأخلاقيا يتجلى في روح المسؤولية والانقياد الطوعي للتوجيهات وقواعد السلوك والعمل بالقرارات، يعصمه من الخلل ويبعده عن الخطر ويوجهه إلى اختيار أنجع السبل وانتقاء أفضل العادات والتزام أنضج الخيارات التي يحمي بها نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه.
فإن الرصيد القيمي الذي سيتركه كورونا في فقه الشعوب سيبقى شاهد إثبات في الذاكرة الحضارية، التي استطاعت أن تحول هذه المحنة إلى منحة، ترسم خلالها معالم الإنتاجية والقوة، باعتباره محطة إنتاج للحياة وقراءتها في ثوبها المتجدد المتناغم مع الفطرة البشرية والمتفاعل مع مدركات المسؤولية الفردية والجماعية، وتتفاعل مع مبدأ الخصوصية الوطنية وما حملته من رصيد إنجازات خالدة، تعلمت خلالها الشعوب كيف تصنع غذاءها بنفسها، وكيف تدير اقتصادها بذاتها، وكيف تستخدم مواردها البشرية بكفاءة، وكيف تحافظ على سقف توقعاتها في خبراتها الوطنية، وكيف استثمرت الأرض والبشر بصورة نوعية حققت منها إنجازات مشهودة ومواقف محمودة، لتشكل أنماطا حياتية ارتبطت بكل التفاصيل اليومية التي يعيشها المواطن وما يحمله من قيم ذاتية اجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية ومشاركته للحكومة في تحقيق التزام يمشي على الأرض ويسعد به الوطن، وما يحمله من قيم إعلامية يلتزم فيها بالعمل بالتوجيهات الصادرة من اللجنة العليا وأخذ المعلومات من مصادرها الرئيسة، وتجنب الإشاعة والتقول بغير علم ونشر معلومات كاذبة أو التسرع في نشر معلومات غير مؤكدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فهو يؤمن برسالة أخلاقية نابعة من دينة بالتثبت من الأخبار والتزام منهج الصدق فيها وانتقاء الكلم الطيب والبعد عن كل منغصات الكلمة ومشوهات الفكر ومثيرات القلق، وهو يحمل رسالة قيمية أخلاقية نحو وطنه بانتمائه وولائه وحبه لسلطانه، فيقف شامخا أمام مسؤولية تحقيق هذه الرسالة والعمل بها وتجنب كل ما يؤدي إلى تضييع الحقوق. كما تتجه القيم التي اكتسبها من أحداث كورونا إلى إعادة إنتاج تصرفاته وقناعاته وأفكاره واهتماماته وعلاقاته الاجتماعية ومفهومه للترفيه ونظرته لبيئة المنزل وتقييمه لمفهوم القوامة الأسرية ودوره في الحياة ومع الأبناء، وما يحب وما يرغب، وكيف يدير ممارساته أو يقضي وقت فراغه، وغيرها من المعطيات الحياتية اليومية التي فرضها كورونا في حياة المجتمعات.
أخيرا يبقى أن نشير إلى أن كوفيد 19 قد حقق وفرة قيمية أبرزها حجم التفاعلات الحاصلة في الواقع الاجتماعي، ورصيدا أخلاقيا ينبغي أن يسجل في تاريخ الأيام كيف يمكن للشدائد والأزمات أن تنتج ينابيع القيم وتؤطر السلوكيات والمنهجيات، وتؤسس لمرحلة جديدة في حياة الشعوب لتتعلم منها قيم الأزمات وأخلاق التعامل معها والسلوكيات المتأصلة فيها، ليصبح الصبر والتحمل والعطاء والإنتاجية والجودة والالتزام والوفاء وحب الأوطان والتسامح والتعاون والتكاتف والإيجابية والتفاؤل وصدق الذات وسلامة الفكر وروح المسؤولية محطات في رصيد القيم تؤسس لمرحلة القوة في مسيرة بناء الأوطان، لتستنطق هذه الأحداث قيم الإنسان وأخلاقياته، وتظهر عندها معادن الرجال في قدرتهم على مواجهة الظروف والعيش فيها، شكرا كورونا فقد علمتنا الكثير، وأسدلت الستار على المنغصات التي كانت تقف في وجه القيم والأخلاق، وأسست في حياة الإنسانية مرحلة متقدمة من الوعي والمسؤولية التي ستظل شاهدة على إنجازاتك في قادم الأزمان.
د. رجب بن علي العويسي