تقيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة الدراسات والفكر يوم الأربعاء -ضمن أعمال (صالون الأربعاء) على قناتها في (زوم)، مع بث مباشر على حساباتها في يوتيوب وفيسبوك وتويتر- أمسية فكرية ثقافية، بعنوان “وباء كوفيد19 من منظور سيميائي” يقدمها الدكتور أحمد يوسف أستاذ السيميائيات بجامعة السلطان قابوس.
وسيستند الدكتور المحاضر في الأمسية على ثلاثة أسانید: أولها السند العلمي، وسيتحدث فيه عن مفهوم العلم (موضوعا ومنهجا)؛ إذ يتمثل الموضوع في وباء كوفيد19، أما المنهج فيتجسد في السيميولوجيا، والسيميولوجيا فرع من فروع الطب، الذي يشخص أعراض المرض، فهناك أعراض نفسية تصيب أفراد المجتمع؛ ومنهم الأطباء الذين هم في الصف الأول للمعركة. وهذا المرض يهدد الجسم والنفس على السواء، مرورا بالسند الميتافيزيقي، وهنا يأتي التساؤل الذي مفاده إذا كانت السيميولوجيا تخوض معركة تحد ضد الوباء في معرفة طبيعته ومصدره وأعراضه وطرائق تفشيه؛ فإن ثمة أسئلة أخرى ذات طبيعة ميتافيزيقية، حيث الأسئلة المفتوحة والتي تشير إلى ماهية الوباء، بل لماذا الشر، وهل هو عقاب إلهي، أم صنع بشري، ولماذا يهدد وجودنا وحريتنا، يعود بقوة السؤال الدرامي حول البقاء والفناء، والقرب والبعد وحاجة الإنسان إلى الآخر وإلى الجماعة وإلى الدولة، ولماذا نخشى الموت.
كما سيتطرق الدكتور أحمد يوسف إلى السند الإيديولوجي: هو محصلة للسندين العلمي والميتافيزيقي؛ إذ نجد الذين يرون الوباء مجرد ظاهرة مرضية يمكن التغلب عليها بالماكنة السيميولوجية، فهؤلاء نجدهم يمجدون العقل والعلم وإرادة الإنسان، ويشكل لهم هذا البعد الإيديولوجي حصانة عقلية ونفسية؛ أما الذين ارتابوا في قدرة الإنسان على التغلب على هذا الوباء من قبل دول بلغت شأوا عظيما في التقدم العلمي سيميلون ميلا إلى الإيمان بالبعد الميتافيزيقي مثلهم مثل من يربط ذلك بالقدرية والجبرية. وهناك صنف آخر يحتمي بالخرافة والشعوذة سواء من المتعلمين أو الأميين فهم يدلون بدلوهم في هذا الموضوع، وفي الأخير ننتهي إلى خلاصة لهذه المقاربة.
/عمان/