القاهرة في 11 أكتوبر / العمانية/ يشكل عنوان رواية “بودابار” للكاتبة لنا عبد الرحمن مفتاحًا للدخول إلى عوالم الرواية، حيث تلتقي المتناقضات في أحد أحياء بيروت العتيقة، ويجتمع الأبطال على اختلاف انتماءاتهم لتتقاطع حكاياتهم عند لغز المدينة، وجريمة اختفاء جثة امرأة فاتنة.
على مدار نص الرواية الصادرة عن دار ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر، يبدو حضور شخصية المرأة التي اختفت جثتها مرتبطًا بدلالات رمزية في تكوين شخصية غير واقعية، بالتوازي مع حضور فتاة عادت من غربتها في أستراليا لتستقر في بيروت، لتطرح أسئلتها عن الأمومة والوحدة والزمن والحب، وتتقاطع في علاقة غامضة مع زوج القتيلة.
حرصت الكاتبة على رصد التحولات الاجتماعية وأثر الحرب الأهلية على الأبطال، ثم إيجاد توازن معنوي يجعل من شخصية الطبيب رمزًا للثبات في زمن التشظي، في مقابل حفيده الذي يعكس الاضطراب ورغبة الرحيل عند الجيل الشاب، وبجانبه تحضر شخصية لاجئة سورية تطمح للهجرة إلى الغرب بأيّ ثمن.
وتظلل الرواية حالة من الاغتراب النفسي يمكن تلمُّسها عند جميع الأبطال، باستخدام لغة سلسة وحيوية، مع تعدد مستويات السرد من خلال وجود أكثر من راوٍ داخل النص.
نقرأ في إحدى اللوحات السردية: “في يوم صيفي غائم قليلًا، على غير عادة شهر يوليو في بيروت، وصلت دورا إلى حي الأمير. لم تتوقع أن جريمة قتل ستكون في استقبالها عند وصولها للسكن الجديد، فقد قيل إن جمانة قُتلت في شقتها الواقعة في الدور الرابع من مجمع عمارات ديبة. خلال سيرها في الشارع المضطرب من خبر الجريمة؛ تسارعت في ذهنها عدة أفكار حول هذا التزامن… كانت لوسي أول من اكتشف أن مخدومتها ممددة في سريرها، وفي رقبتها وصدرها عدة طعنات، لذا سارعت إلى استدعاء طبيب الحي. لكن الطبيب حين وصل إلى الشقة، وجد ما يدل على وقوع جريمة، لكنه لم يجد الجثة، شاهد بقع دم على السرير، وعلى الأرض، غير أن جثة جمانة لم تكن موجودة”.
/العمانية/ 174