تُداعِبُ الموجةُ الثَّكْلَى
ضَفائِرَ الدِّكرى
تُفَكِكُها
َوتدهنُ الرأسَ بالحَمْحَمَا
تبعثر ُالأفكار ، تُمَزِقُ الأوراق
َوتغرق الصورا
وتُشعلُ في صدري
السُّهادَ ..
وتطبخ ُالسهرا
تتفجرُ الألغام ُفي
روحي
وتنكسرا
فحين كنتُ صيادًا صغيرًا
كان قاربيْ
قصيدةً من
الحصى
والملح
والزبدا ..
وشراعي كان شمسا
مطبوعة ًفي الوجهِ
مغروسة ًفي الظهر والخَشَبا
آه ٍأيها الصيادُ كم راودتنيْ
أحلامُكَ المصلوبة ُعلى
كثبانِ الرملِ والعَرَقَا
و صوتُ سنارتك المعجونُ
بالدمع
والنغما ..
حين تكسرُ القيعان َ
وتُمَشَّطُ الأعماقَ
وتأكل الصدفا ..!
ولازلت ُلا أنسى
المرجانةَ الحمراءَ حين أَوْمَأتْ
في أُذُنَيْكَ سِرَّا
وقالت : ويحكَ أيُّها الصياد
إني أَرَى عجبا
قالت : ستموتُ وحيدا
أيها الصياد
ويحملُ نَعْشَكَ خمسون نورسا ..
وألفا من السمكا ..
وسَتَدفُنُكَ الموجات
ويكون كافورك الزبدا
وسيقرأُ الطيرُ فاتحة الكتاب
و سيذرف الليلُ
الحزن
والأسفا….
والأخاديدُ التي تملأ وجهك
تباركها السما
وتعشقها حوريات البحر
والسفنا
ورائحة ظهرك تقتل الأكدار
وتمسح الشجنا
وبين زرقة البحر
وأنفاس الشمس
سيذكرك
الحبل ..
والمرساة ..
والعَطَشا .
وستعيش مليون عامٍ
بعد موتك
وتبعثك الأحلام ..
والكثبان …
والشُّهبا .
وستبكيك حبيبة كانت
تنتظر يوما
حديثك المحموم
بالحب
والعشق
والأرقا ..
عبدالله الفارسي