عجيب أمر هؤلاء القوم معنا، يترصدون حركاتنا وسكناتنا، صمتنا وجهرنا، سرنا ونجوانا، تآلفنا وانسجامنا، وحدتنا وترابطنا، ووقوفنا صفاً واحداً خلف قيادتنا.
فلا يعجبهم إن نحن عن التدخل في شؤون الآخرين ابتعدنا، ولا إذا عن أباطيلهم سكتنا ، ولا يعجبهم إن نحن بالحق نطقنا وجهرنا، فما أصبرنا عليهم وما أحلمنا.
عندما لزمنا الصمت عن الثرثرة في الشؤون التي لا تعنينا أنعتونا بأننا لا نهش ولا ننش، وأننا في معزلٍ عن العالم، وتغافلوا جهلاً واستكباراً عن الحكمة القائلة.:
( العربات الفارغة هي أكثر ضجيجاً وغباراً)
وعندما صدح مفتي السلطنة بالحق عشية إعادت الجمهورية التركية معلم (آيا – صوفياً) إلى مصاف بيوت الله ليذكر فيه اسمه، ويسبح له فيه بالغدو والآصال، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، واتهموه بالعمالة والأخونجة، وهو شيخ فاضل نأى بعيداً عن كل الصراعات المذهبية والطائفية، بشهادة العالم أجمع، وله في نفوس العمانيين محبة ومعزة خاصة، باعتباره أحد رموز الوحدة العمانية، وركن أصيل من أركان التآلف والانسجام في النسيج الوطني العماني.
ترى ماذا يريد هؤلاء القوم من هذا الكيان المتماسك الجلد الذي لا تزعزعه الخطوب والنوازل، ولا تفت عضده مكائد الكائدين المتربصين؟
فإن كانوا يتوهمون أنهم يستطيعون أن يحدثوا شرخاً في جدار الوحدة الوطنية فنجوم الضحى أقرب إليهم، وإن كان تآلفنا وتماسكنا وترابطنا كالجسد الواحد سبَّب لهم كل هذا الصداع المزمن الذي تعاني منه رؤوسهم المريضة بفعل سوء صنيعهم مع الدول الأخرى .. فنقول لهم موتوا بغيضكم جزاءً وفاقاً لما كسبته أيديكم .
إن عمان وهي تستند على تاريخ عظيم ضارب في جذور الزمان، يكفيها فخراً وعزة ومهابة أنها ضمن الإمبراطوريات التي اختصها الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بالدعوة إلى الإسلام بخطاب خاص ، ولذلك فإن مكانتها تفرض عليها بأن تكون رائدة وقائدة ومستقلة، لا أن تكون أمعة تميل حيث الريح مالت، ، وهي بالتأكيد لا تعبأ بنبيح الكلاب الضالة، ولا بمواء القطط التائهة ، ولو كره الضالون .
وسيظل سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي ومرجع كل المذاهب المتوحدة في عمان كعودٍ زاده الإحراق طيباً، ولو كره المرجفون.
وسيظل السجل العماني مدى الدهر نقياً من دنس وشوائب انتهاكات حقوق الشعوب، وسفك الدماء والتدخل في شؤون الدول المغلوب على أمرها، ولو كره الحاقدون.
وستواصل عمان دورها الريادي في نشر السلام والوئام والأمن والسكينة والطمأنينة في ربوع العالم أجمع، ولو كره التائهون..
هذا قولي لهؤلاء الذين لا يفقهون حديثا، مع احترامي لكل الشعوب التي تحترم ذاتها وذات الآخرين، وقولي هذا موجه لكل من يتطاول على هيبة هذا الوطن العزيز، ولا شأن لي بسياسة أردوغان وغيره، لعدم درايتي بأبعاد السياسة ودروبها المظلمة المخيفة، وقولي هذا غير ملزوم ولا مكروهٍ عليه، أو مدفوع الأجر، بل نابع من عشقي الأول والأخير، لعمان السلام والعطاء والمحبة والخير .
مسهريات يكتبها / ناصر بن مسهر العلوي