– في ظل التعاون والشراكة الوطنية بين وزارة التربية والتعليم والبنك الوطني العُماني في تقديم الدعم للمبادرات الرقمية للتعليم وانطلاقاً من الاستمرار في مشاريع رقمنة التعليم نحو مجتمع تعليمي رقمي تنافسي، توّجت الجهود مؤخراً بتوقيع اتفاقية حصرية لإطلاق المكتبة التعليمية الرقمية للطلبة والمعلمين بهدف مواجهة التحديات المترتبة عن جائحة انتشار فيروس كورونا.
تهدف هذه الاتفاقية الحصرية إلى إطلاق مكتبة رقمية تعليمية تقدم خدماتها المتنوعة للطلبة والمعلمين بالمدارس لتمثل نواة لمركز مصادر تعلُم افتراضي يضم مختلف مصادر المعرفة والتعلم اللازمة للمدارس والتي يمكن تصنيفها وترتيبها وفق احتياجات العملية التعليمية، كما تمثل المكتبة الرقمية النافذة الرقمية للباحثين التربويين في مجال الدراسات العليا والتي يمكن أن تضم كذلك نشر الأبحاث التربوية لكافة الفئات التربوية بالسلطنة بما فيها رسائل الماجستير والدكتوراه.
وتتميز المكتبة الرقمية بالعديد من المميزات التقنية ومنها، وجود لوحة تحكم شاملة وكاملة للنظام مع إمكانية فتح مكتبة رقمية مصغرة لكل مديرية أو مدرسة بالسلطنة بحيث تتاح لها صلاحيات وضع الاقسام الرئيسية بها ونشر مختلف مصادر المعرفة العلمية التي تخدم العملية التعليمية بما يمهد لاحتضان عدد كبير جداً من مصادر المعرفة للوصول إلى مكتبة تربوية ضخمة يمكن الاستفادة منها من قبل كافة المدارس والمعلمين والطلبة بما يخدم العملية التعليمية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ربط المكتبة مع عدد من المكتبات الأخرى بالسلطنة وخارجها، فضلاً عن توفير الإحصائيات والمؤشرات الرقمية المتنوعة للمكتبة وتنفيذ نظام التصنيف العلمي للمصادر التعليمية وغيرها من مزايا أخرى، كما ستتاح المكتبة كذلك عبر تطبيق هاتف خاصة بها مع مختلف منصات التشغيل المتنقلة.
وتعليقاً على ذلك، قال حسن عبد الأمير شعبان، المدير العام – رئيس مجموعة الخدمات المصرفية الحكومية في البنك الوطني العُماني “انطلاقاً من كوننا جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني بالسلطنة، نؤمن بدورنا المهم الذي نلعبه في مسيرتها لتحقيق التحول الرقمي وتعزيز نمو الاقتصاد بشكل عامٍ. وضمن مبادراتنا المتنوعة للمسؤولية الاجتماعية، نحرص على توطيد أطر التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم من أجل إيجاد منصة رقمية تتيح مصادر المعرفة المتنوعة لأبنائنا الطلبة وجميع المدرسين في البلاد إيماناً منا بأن التعليم هو أساس تطور وازدهار السلطنة. وفي ظل التحديات المتعددة التي تواجه الطلاب بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، جاءت هذه الاتفاقية الحصرية لرفد الطلاب والمعلمين بمصادر التعلم والمعرفة بصورة تفاعلية وتقدم خدمات متنوعة تسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي تحقيق أهداف التعلم وفقاً لرؤية وزارة التربية والتعليم”.
ومن جانب وزارة التربية والتعليم صرح الدكتور ناصر العبري مدير عام تقنية المعلومات بالوزارة قائلا: “نُثمن الشراكة المتبادلة بين الوزارة ومؤسسات القطاع الخاص ممثلة بالبنك الوطني العُماني في دعم أحد مبادرات التعليم الإلكتروني خلال هذه المرحلة والمتمثلة في مشروع المكتبة الرقمية، والتي نأمل بأن تقدم خدماتها الرقمية المتنوعة بما يساعد المعلمين للحصول على المصادر المتنوعة وتوظيفها في التعليم وبما يساعد أبنائنا الطلبة للحصول على مصادر المعرفة المتنوعة والشاملة المتصلة بالعملية التعليمية، كما نتوقع أن تقدم المكتبة خدماتها لكافة الوظائف المنتسبة للوزارة بما فيها الوظائف الإدارية والفنية في ضوء إمكانية تفريع العديد من المكتبات الفرعية الرقمية المنبثقة منها”.
هذا، ويحرص البنك الوطني العُماني على توطيد شراكته المثمرة مع وزارة التربية والتعليم من خلال دعم مبادراتها المختلفة الرامية إلى تعزيز مهارات وقدرات جيل المستقبل من الطلاب والشباب العُماني الطموح. فعلى سبيل المثال دعم البنك النسخة الثانية مهرجان عُمان للعلوم التي نظمتها الوزارة وذلك انطلاقاً من حرصه على احتضان المبتكرين والمبدعين من أبناء السلطنة والتفاعل معهم وإبراز قدراتهم ومواهبهم. كما يقدم البنك دورات تدريبية إلى الموظفين العُمانيين في وزارة التربية والتعليم من أجل دعمهم ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم الوظيفية. ولا تقتصر جهود البنك لإعداد جيل المستقبل على ذلك فحسب بل تتضمن أيضاً تنظيم مسابقة ’هاكاثون‘ السنوية والتي تشكل منصة للابتكار تتيح للشباب العُماني إيجاد أفكار تقنية مميزة من شأنها ترك أثر إيجابي في العالم.
جديرٌ بالذكر أن التعاقد مع المكتبة الرقمية تم مع مؤسسة عُمانية تملك هذه الخدمة الرقمية وذلك حرصاً من وزارة التربية والتعليم على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عُمان إيماناً بدورها الفاعل في مسيرة تنويع الاقتصاد الوطني.